أصبح تناول المشروبات الساخنة في الأكواب الورقية ظاهرة منتشرة إلى حد كبير، إذ تمنح الحرية للشخص بالتخلص من الكوب بسهولة.
ولكن ما قد لايعرفه الكثيرون أن تلك الأكواب تُعد كارثة صحية تُهدد مستخدمها على مدار عمره، وتُنذر بأمراض مزمنة خطيرة.
مخاطر الأكواب الورقية
وجدت دراسة سابقة أن وجود المشروبات الساخنة في الأكواب الورقية يعمل على تسرب تلك الجزيئات الدقيقة والفلورايد إلى الماء الساخن من البطانة البلاستيكية لتلك الأكواب الورقية التي تُستخدم لمرة واحدة.
ولكن تلك الدراسات لم توفر معلومات حول تأثير تناول الجزيئات الدقيقة على مدار الحياة، خصوصًا وأن تقييمات الاستجابة للجرعة والسمية غير متوفرة.
ولذلك أخذت مجموعة بحثية حديثة على عاتقها تحديد المخاطر الصحية الناجمة عن جزيئات البلاستيك الدقيقة والملوثات المرتبطة بها مثل الفلورايد التي تخرج في تلك المشروبات.
وتوصلت نتائج الدراسة الحديثة إلى عدد الجسيمات التي تدخل لجسم الإنسان من المواد البلاستيكية، وذلك من خلال حساب المدخول اليومي المزمن وكذلك المدخول مدى الحياة عبر مسار الابتلاع.
وتم استخدام استخدام محاكاة مونت كارلو (MC) لمراعاة التباين في متغيرات الإدخال مثل تركيز المواد البلاستيكية الدقيقة ووزن الجسم ومتوسط الوقت ومدة التعرض وتكرار التعرض ومعدل الابتلاع.
ووضعت تلك الدراسة العلماء على بُعد خطوة واحدة من تقييم المخاطر الناتجة عن تناول المواد البلاستيكية الدقيقة والملوثات الأخرى المنقولة عبر المواد الغذائية.
وترتبط المواد البلاستيكية عادة ببعض المواد الملوثة الأخرى مثل المعادن الثقيلة وغيرها، بما فيها إطلاق المنتجات الثانوية الضارة لفثالات ثنائي إيثيل هكسيل (DHEP) وفثالات ثنائي بوتيل (DBP) وإسترات حمض الفثالات (PAE).
تأثير الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على الصحة
خلال فترة كوفيد-19 تم اكتشاف أن أقنعة الوجه باتت مصدرًا ماشئًا للألياف البلاستيكية الدقيقة، والتي تدخل إلى الرئة وتتركز فيها خلال وضعها على الوجه.
من ناحية أخرى، أصبحت الأقنعة مصدرا للألياف البلاستيكية الدقيقة العالقة في الهواء والماء.
وتسبب تلك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة والملوثات والمواد الضارة الأخرى عددًا كبيرًا من المشكلات الصحية للبشر بما فيها مرض السكري واضطرابات الغدد الصماء ومضاعفات القلب والأوعية الدموية وأمراض الرئة ومشاكل النمو والإنجاب.
كما يمكن أن تنتقل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي يقل حجمها عن 10 ميكرومتر من الأمعاء إلى الجهازين الدوري والليمفاوي، لتستقر في النهاية في أنسجة المخ والكبد والكلى.
وفي عام 2020، اكتشف العلماء وجود جزيئات بأحجام أقل من 5.5% ميكرومتر وألياف بلاستيكية تتراوح أحجامها من 8 إلى 17 ميكرومتر في أنسجة الرئة البشرية.
الأضرار على المدى الطويل
كشفت الدراسات أن تناول الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تتسبب في إجهاد فيزيائي وكيميائي للجهاز الهضمي وأيضًا الجهاز الدوري، ما يترك تهديدًا مباشرًا على صحة الإنسان.
وأظهرت العديد من الدراسات وجود جسيمات بلاستيكية دقيقة في الطعام والماء، ومنها أكياس الشاي الجاهزة التي تُطلق بين 9 و10 جزيء بلاستيكي دقيق.
وتمتد الأضرار إلى الأسماك المعلبة مثل التونة والماكريل، وزجاجات الرضاعة المصنوعة من البولي بروبيلين.
واستنتجت الدراسة أن إجراءات التنظيف والحفظ والتعليب كانت مصادر محتملة للجزيئات البلاستيكية الدقيقة في هذه الأطعمة المعلبة.
ووجد العلماء بعض المصادر الأخرى للجزيئات البلاستيكية الدقيقة ومنها زجاجات المياه المعبأة.
وبإجراء تحليل لعينات من البراز البشري، وجد العلماء أنها تحتوي 20 جسيمًا ميكروبلاستيكيا يتراوح حجمها بين 50 و500 ميكرومتر في 10 جم فقط من البراز.
وعثر الباحثون على 9 أنواع مختلفة من البلاستيك في عينات البراز، وكان أكثرها انتشارا هو البولي إيثيلين تيريفثالات والبولي بروبيلين.
وبالتالي، تشير معظم النتائج إلى وجود تهديد محتمل لصحة الإنسان بسبب انتشار المواد البلاستيكية الدقيقة.
المصدر: Science Direct