في عالم ما قبل حوالي 375 مليون سنة، مرت سمكة غريبة تُدعى تيكتاليك بتحولات فريدة، حيث استخدمت زعانفها المحببة لتحرك نفسها وتمشي على اليابسة. ولتنفس الهواء، اعتمدت على أكياس هوائية في حلقها. تيكتاليك، والتي كانت لديها أيضًا خياشيم، تعد أقدم سلف مشترك معروف للرباعيات، أو الحيوانات ذات الأرجل الأربع.
النقل من البحر إلى البر
لكن لو تم تجهيز الإنسان بخياشيم، لما كان بإمكانه التنفس على اليابسة بفعالية. الخياشيم تحتاج إلى الرطوبة لتعمل، وهو أمر غير ملائم للحيوانات التي لا تعيش تحت الماء. لهذا السبب، فإن الرئتين التي تستخدمها الكائنات البرية تعتبر وسيلة أكثر فعالية لاستخلاص الأوكسجين من الهواء.
رحلة الرئتين مع الأسماك
بالرغم من أن الرئتين كانت موجودة بالفعل قبل الانتقال من البحر إلى البر، إلا أنها كانت مفيدة لكائنات الأسماك أثناء حياتها في المياه. إن تواجد رئتين جنبًا إلى جنب مع الخياشيم ساعد الأسماك على التنفس في الهواء الطلق لتعزيز استهلاك الأوكسجين، وهي خاصية مهمة أيضًا لأنواع معينة من الأسماك المعاشة على اليابسة.
الرحلة نحو الأرض الجافة
لم يكن لدينا فقط رئتين ولكن أيضًا أذرعًا تطورت لتساعدنا على التحرك في قاع المحيط، والتي أصبحت لاحقًا قدرة قيمة للبحث عن الطعام والتنقل على البر. عبر عملية الانتقاء الطبيعي، تم تطوير هذه الأذرع لتصبح أطرافًا وأيديًا طويلة على مر السنين.
النهاية المتوقعة للخياشيم
مع مرور الوقت، تناقص حجم الخياشيم وتقلصت إلى حدود الطيور الصغيرة حيث احتفظت بها الأسماك الصغيرة خلال مرحلة نموها. وفي حوالي 315 مليون سنة مضت، اختفت الخياشيم تمامًا في الكائنات البرية عندما بدأت الزواحف وأجداد الطيور والثدييات في التطور.
إرث الخياشيم في الإنسان
رغم اختفاء الخياشيم، إلا أننا لا نزال نحمل آثارًا منها. في مرحلة التطور الجنيني، تظهر تجاعيد صغيرة تُسمى “الأقواس الحلقية”، والتي تشبه الخياشيم، ولكن لا نستخدمها للتنفس. إنها ببساطة آثار تطورية تُشبه وصفة قديمة لكنها اليوم تنتج شيئًا مختلفًا.
إذاً، رغم أننا لا نمتلك خياشيم، إلا أن تطور الأسماك ساهم في تشكيل السمات التي نحملها اليوم، من الرئتين الفعالة إلى الأذرع والأيدي القوية.