يستعد العالم لمشاهدة كسوف الشمس الكلي في ظاهرة فلكية استثنائية يوم الاثنين، 2 أغسطس 2027، والذي يوصف بأنه “كسوف القرن الحادي والعشرين” نظرًا لمدته غير المسبوقة التي ستتجاوز 6 دقائق من الظلام الكامل في وضح النهار.
وسيكون هذا الحدث المهيب مرئيًا لملايين الأشخاص عبر ثلاث قارات، مانحًا فرصة نادرة للعلماء والهواة على حد سواء لرصد تفاصيل الغلاف الجوي للشمس.
سينطلق مسار ظل القمر، الذي يبلغ عرضه حوالي 258 كيلومترًا، من المحيط الأطلسي ليبدأ رحلته فوق اليابسة في جنوب إسبانيا، وتحديدًا في منطقة كوستا دي لا لوز المعروفة باسم ساحل الضوء، ليغطي أيضًا منطقة جبل طارق.
وبعد عبوره مضيق جبل طارق، سيكمل الظل طريقه عبر شمال إفريقيا، مرورًا بكل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا، قبل أن يصل إلى مصر، التي ستشهد ذروة الحدث.
ووفقًا للبيانات الفلكية، سيغطي مسار الكسوف الكلي مناطق يسكنها نحو 89 مليون شخص، وهو ضعف عدد من شهدوا كسوف أمريكا الشمالية في عام 2024.
وبعد مغادرته الأراضي المصرية، سيعبر الظل البحر الأحمر ليدخل قارة آسيا، حيث سيشمل مساره مدنًا رئيسية كجدة ومكة المكرمة في السعودية، ثم يتجه نحو اليمن، قبل أن ينهي رحلته فوق الصومال والمحيط الهندي مع غروب الشمس.
وسيشكل هذا المسار الواسع فرصة نادرة لمشاهدة كسوف الشمس الكلي لملايين السكان المحليين والسياح الفلكيين المتوقع توافدهم.
تتجه أنظار العالم بشكل خاص إلى مدينة الأقصر في جنوب مصر، حيث سيصل كسوف الشمس الكلي إلى ذروته القصوى، مع مدة إجمالية تبلغ 6 دقائق و23 ثانية من الظلام التام.
تجعل هذه المدة من الحدث ظاهرة تاريخية، إذ إن معظم الكسوفات الكلية لا تتجاوز مدتها 3 إلى 4 دقائق فقط، وهو امتداد زمني استثنائي يتيح للباحثين فرصة لا تقدر بثمن لدراسة هالة الشمس والظواهر المرتبطة بها بدقة غير مسبوقة.
وبالمقارنة، ستشهد مدن أخرى على مسار الكسوف فترات ظلام متفاوتة؛ ففي مدينتي قادس وملقة الإسبانيتين، ستستمر فترة الظلام الكلي حوالي 4 دقائق و49 ثانية، بينما ستغرق مدينة بنغازي في ليبيا في الظلام لمدة تقارب 5 دقائق.
ومن المتوقع أن تبدأ المراصد الفلكية العالمية والمحلية في الإعلان عن خرائط مفصلة لأفضل مواقع الرصد، مع التأكيد على ضرورة استخدام نظارات الحماية المخصصة لضمان تجربة مشاهدة كسوف الشمس الكلي آمنة.