في إنجاز طبي وإنساني جديد، نجح الفريق الطبي والجراحي للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة اليوم، في فصل التوأم السعودي “يارا ولارا” بنجاح، وذلك بعد عملية جراحية معقدة وشديدة الدقة استمرت لـ12 ساعة ونصف الساعة في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بالرياض. وتأتي هذه العملية، التي تحمل الرقم 65 في مسيرة البرنامج، لتؤكد مجددًا على المكانة الريادية التي تحتلها المملكة العربية السعودية في مجال فصل التوائم على مستوى العالم.
وقد رفع معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة ورئيس الفريق الطبي، أسمى آيات الشكر للقيادة الرشيدة على الدعم غير المحدود الذي يحظى به البرنامج، والذي كان له الأثر الأكبر في تحقيق هذا المنجز الطبي الذي يُسجل للوطن.
أوضح الدكتور الربيعة أن حالة التوأم “يارا ولارا”، البالغتين من العمر 7 أشهر، كانت معقدة، حيث كانتا تشتركان في منطقة أسفل البطن والحوض، مع تداخل في أسفل القولون والمستقيم، والجهاز البولي والتناسلي، وعظمة الحوض. وقد تطلب إجراء عملية فصل التوائم هذه فريقًا طبيًا كبيرًا مكونًا من 38 فردًا من الاستشاريين والمختصين في تخصصات دقيقة تشمل التخدير، وجراحة الأطفال، والمسالك البولية، والتجميل، والعظام، بالإضافة إلى الكوادر التمريضية والفنية.
وتكللت هذه العملية المعقدة بالنجاح بفضل الله ثم بجهود الفريق الطبي، لتبدأ الطفلتان رحلة حياة جديدة ومستقلة. وقد عبر ذوو التوأم عن بالغ امتنانهم وشكرهم لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على الرعاية الطبية الفائقة التي حظيت بها الطفلتان.
تُعد عملية فصل التوائم “يارا ولارا” هي الحلقة الأحدث في سلسلة نجاحات “البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة”، الذي انطلق عام 1990 كمبادرة إنسانية فريدة. على مدى 35 عامًا، امتدت أيادي البرنامج البيضاء لتغطي 27 دولة حول العالم، حيث قام بدراسة وتقييم حالات 150 توأمًا ملتصقًا، مما جعل المملكة أحد أكثر دول العالم خبرة وإجراءً لهذه العمليات الدقيقة.
واكتسب البرنامج خبرة على مر السنين الماضية في مجال فصل التوائم الملتصقة، حيث قام بدراسة وتقييم حالات 150 توأمًا ملتصقًا من 27 دولة حول العالم، وأجرى بنجاح 65 عملية فصل، مما يضع المملكة في طليعة دول العالم من حيث عدد ونوعية هذه العمليات الدقيقة. وتكمن فرادة هذا البرنامج عالميًا في نموذجه التشغيلي والإنساني، فهو الوحيد من نوعه الذي يقدم خدماته بالكامل مجانًا. إذ تتحمل المملكة العربية السعودية كافة النفقات، التي تتراوح للعملية الواحدة بين 300 ألف ومليون ريال سعودي.
ولا تقتصر هذه التغطية على تكاليف الجراحة والعلاج والتأهيل فقط، بل تمتد لتشمل استضافة والدي التوائم القادمين من الخارج طوال فترة الرعاية الطبية، بالإضافة إلى متابعة حالتهم الصحية بعد عودتهم إلى بلادهم لمدة قد تزيد عن عام، مما يعكس الرسالة الإنسانية النبيلة للمملكة. ويُعد حجر الزاوية في النجاحات المتواصلة للبرنامج هو كفاءة وخبرة الفرق الطبية السعودية بالكامل، التي تجري هذه العمليات المعقدة في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بوزارة الحرس الوطني. ويتألف الفريق الجراحي في العملية الواحدة من نحو 35 مختصًا من مختلف التخصصات الدقيقة.
وقد تراكمت خبرة هذه الكوادر الوطنية على مدى سنوات، حيث بلغ مجموع الساعات الجراحية التي قضاها البرنامج في غرف العمليات حوالي 600 ساعة. وفي شهادة على قدرتهم الاستثنائية، استغرقت أطول عملية فصل توائم أجروها 23 ساعة ونصف الساعة متواصلة. إن كل عملية ناجحة هي دليل على جودة وتميز الكفاءات