طالب الرئيس دونالد ترامب، اليوم الخميس، بالاستقالة الفورية للرئيس التنفيذي الجديد لشركة “إنتل”، ليب بو تان، وهي واحدة من أكبر الشركات التقنية الأمريكية، واصفًا إياه بأنه “متضارب المصالح للغاية” بسبب علاقاته الواسعة بشركات في الصين. وقد ألقى هذا الهجوم الرئاسي بظلال من الشك على مستقبل عملاق صناعة الرقائق الأمريكي، وأدى إلى تراجع أسهم الشركة في تعاملات ما قبل السوق.
لم يأتِ طلب ترامب من فراغ، بل جاء بعد يوم واحد من تقرير لوكالة “رويترز” كشف عن رسالة وجهها السيناتور الجمهوري توم كوتون إلى رئيس مجلس إدارة “إنتل”، يستفسر فيها عن علاقات “تان” بشركات صينية وقضية جنائية حديثة تتعلق بشركته السابقة.
وتعود هذه المخاوف إلى تحقيق سابق لـ”رويترز” في أبريل، كشف أن “تان”، إما بشكل شخصي أو من خلال صناديق استثمارية يديرها، استثمر ما لا يقل عن 200 مليون دولار في مئات الشركات الصينية بين عامي 2012 و2024، وأن بعض هذه الشركات مرتبط بالجيش الصيني. وقد أكد ترامب في منشوره أنه “لا يوجد حل آخر لهذه المشكلة”، مشددًا على موقفه الحازم تجاه أي علاقات اقتصادية مع الصين.
في مواجهة هذه الضغوط، أصدرت “إنتل” بيانًا يوم الأربعاء أكدت فيه أن “الشركة وتان ملتزمان التزامًا راسخًا بالأمن القومي للولايات المتحدة”، وتعهدت بمناقشة هذه المسائل مع السيناتور. وفيما يتعلق باستثمارات “تان” في الصين، نقلت “رويترز” عن مصدر مطلع قوله إن الرئيس التنفيذي قد تخلى عن حصصه في كيانات صينية، ولكن دون تقديم تفاصيل. ويزيد من غموض الموقف أن قواعد البيانات الصينية لا تزال تدرج العديد من استثماراته على أنها قائمة، مما يجعل من الصعب تحديد مدى عمليات التخارج التي قام بها، وهو ما يثير حفيظة إدارة ترامب.
ويأتي هذا الضغط السياسي في وقت حرج للغاية لشركة “إنتل”. فالشركة، التي كانت القوة المهيمنة في صناعة الرقائق، فقدت في السنوات الأخيرة تفوقها التصنيعي لصالح منافستها التايوانية “TSMC”، كما أن حضورها شبه معدوم في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي المزدهر الذي تهيمن عليه “إنفيديا”. وكان “تان” قد تولى منصبه في مارس بهدف إنعاش حظوظ الشركة، حيث بدأ في تنفيذ استراتيجية كبرى لإعادة الهيكلة تهدف إلى خفض التكاليف من خلال تقليص القوة العاملة بنسبة 22% (إلى 75 ألف موظف)، ووقف البناء في بعض مصانعها المخطط لها.
وقد تزيد مطالبة ترامب بتغيير القيادة في هذا التوقيت من الضغوط على الشركة وتعرقل خططها للتعافي، خاصة وأنها تُعد ركيزة أساسية في جهود ترامب لتعزيز صناعة الرقائق المحلية، وحصلت على دعم فيدرالي يقارب 20 مليار دولار بموجب “قانون الرقائق والعلوم”.
اقرأ أيضًا:
قبل التنصيب.. عملة ترامب الرقمية تحلق على ارتفاع
إنفوجرافيك| ترامب: سقوط الولايات المتحدة سيتوقف اليوم
الأزمات تجبر “إنتل” على اتخاذ إجراءات قاسية.. ما هي؟