يوليو ١٠, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
كيف تُعيد المياه خلف السدود تشكيل كوكب الأرض؟

كشف باحثون من جامعة هارفارد في دراسة علمية حديثة، أن السدود التي بُنيت منذ عام 1835 لعبت دورًا غير متوقع في إعادة توزيع كتلة الأرض وتحريك موقع أقطابها الجغرافية.

الدراسة، التي اعتمدت على تحليل بيانات 6862 سدًا حول العالم، خلصت إلى أن تخزين المياه خلف هذه السدود أدى إلى تغيير ملموس في محور دوران الأرض بنسبة بلغت 1.1 متر خلال الفترة بين 1835 و2011.

وزن الماء خلف السدود يحرك القشرة الأرضية نحو اتجاهات جديدة

وفقًا لفريق البحث، فإن السدود الكبيرة لا تحتفظ بالمياه فحسب، بل تقوم بإزاحة كتلة هائلة من مكان إلى آخر على سطح الأرض، ويؤثر هذا التغيير في التوزيع الكتلي على القشرة الأرضية التي تطفو على وشاح الأرض اللزج، مما يؤدي إلى انزلاق طفيف في موقعها بالنسبة للمحور الداخلي للكوكب.

وقالت ناتاشا فالينسيك، الباحثة الرئيسية في الدراسة: “عندما نحبس المياه خلف السدود، فإننا لا نغيّر فقط مستوى سطح البحر، بل نُعيد تشكيل التوزيع الكتلي لكوكب الأرض بطريقة لها تأثيرات طويلة الأمد”.

مرحلتان مميزتان من تحرك الأقطاب بسبب سدود العالم

اعتمدت الدراسة على نمذجة حاسوبية دقيقة أظهرت مرحلتين واضحتين من التجوال القطبي الناتج عن السدود.

المرحلة الأولى امتدت بين عامي 1835 و1954، وشهدت بناء سدود ضخمة في أمريكا الشمالية وأوروبا، مما دفع القطب الشمالي نحو الشرق بمقدار 20 سم تقريبًا باتجاه خط الطول 103 شرقًا.

أما المرحلة الثانية، من 1954 حتى 2011، فقد شهدت موجة بناء سدود في آسيا وشرق أفريقيا، وأدت إلى انحراف القطب الشمالي نحو الغرب باتجاه خط الطول 117 غربًا، بمقدار 22 بوصة (نحو 57 سم).

تأثير السدود لا يتوقف عند حدود الجغرافيا

رغم أن تغيير موقع الأقطاب لا يُتوقع أن يؤدي إلى كوارث مناخية كبرى أو عصور جليدية جديدة، فإن له انعكاسات مهمة على توازن النظام الأرضي.

ومن أبرز تلك الانعكاسات، كما تشير الدراسة، هو التأثير على مستوى سطح البحر العالمي، إذ إن كميات المياه الهائلة المحتجزة خلف السدود تُسهم في تقليل ارتفاع مستوى المحيطات.

فخلال القرن العشرين، ارتفع مستوى سطح البحر بما يتراوح بين 12 و17 سم، إلا أن ما يقارب ربع هذا الارتفاع لم يحدث فعليًا بسبب احتجاز المياه خلف السدود، ما يجعل هذه المنشآت عاملاً لا يمكن تجاهله في الدراسات المستقبلية عن تغيّر المناخ.

سدود ضخمة تملأ “الجراند كانيون” مرتين

استنادًا إلى قاعدة بيانات ضخمة، تبيّن أن كمية المياه المخزّنة خلف السدود حول العالم تعادل حجمًا يمكن أن يملأ “جراند كانيون” الأميركي مرتين، وهو ما يبرز ضخامة التأثير الفيزيائي الذي تُسببه هذه المنشآت على الكوكب.

وأوضحت فالينسيك أن تأثير السدود لا يقتصر على مكان وجودها فقط، بل يمتد تأثيرها ليطال مناطق بعيدة عبر إعادة توزيع الضغط والكتلة على مستوى الكرة الأرضية.

دعوة لإعادة تقييم تأثير السدود في التغير المناخي

تشير نتائج هذه الدراسة إلى ضرورة أن يأخذ العلماء والجهات المعنية بالسياسات المناخية تأثير السدود بعين الاعتبار عند حساب نماذج ارتفاع البحار، وتأثير الكتل المائية الكبيرة المحتجزة على النظم الجيولوجية.

ورغم أن هذه التحولات تبدو بطيئة وغير محسوسة يوميًا، إلا أن تراكمها على مدى قرن من الزمن يُنتج تأثيرات عميقة على توازن الأرض.

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

هل لون الوقود دليل على جودته؟.. “وقود السعودية” توضح

اكتشاف كوكب تتساقط عليه أمطار من الحديد

10 نظريات خاطئة.. كان العلماء يعتبرونها مُسلَّمات

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

لماذا قد يُضلِّلنا علم اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟