الرئيس دونالد ترامب يزيد من ضغوطه على أوكرانيا للموافقة على شروط إنهاء الحرب مع روسيا، معيدًا تكرار بعض النقاط التي تتبناها موسكو، بعد يومين من لقائه بالرئيس فلاديمير بوتين.
ويستضيف ترامب قمة، اليوم الاثنين، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من قادة أوروبا، كما استضاف قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة الماضية، في ولاية ألاسكا.
وقال مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، إن روسيا خففت من معارضتها للترتيبات الأمنية الغربية لأوكرانيا بعد الحرب، وأنها مستعدة لإجراء تبادلات كبيرة للأراضي في أي اتفاق لإنهاء القتال.
وقال ويتكوف لجيك تابر في برنامج “حالة الاتحاد”: “اتفقنا على ضمانات أمنية قوية أصفها بأنها ستُغير قواعد اللعبة”.
وصرح مسؤولون أوروبيون في تسريبات لشبكة “سي إن إن”، أن بوتين دعا أوكرانيا إلى تسليم مساحات شاسعة من منطقة دونباس الاستراتيجية والاقتصادية الحيوية، والتي فشلت قواته في السيطرة عليها خلال ثلاث سنوات ونصف من القتال.
لكن مراقبون للوضع أكدوا أنه من شبه المستحيل على زيلينسكي قبول هذا – سياسيًا ودستوريًا واقتصاديًا واستراتيجيًا، حيث تكبدت قواته خسائر فادحة في الدفاع عن الأراضي الزراعية والمدن التي تُعتبر حصنًا منيعًا ضد أي عدوان روسي مستقبلي.
لا أحد سوى الوفدين الأمريكي والروسي يعرف ما حدث في قمة ألاسكا، لكن ما يُخيم على اجتماعات البيت الأبيض اليوم، هو تحذيره لأوكرانيا بعد القمة مع بوتين.
قال ترامب على قناة فوكس نيوز: “أبرموا الصفقة”، مشيرًا: “روسيا قوة عظمى، والأوكرانيين ليسوا كذلك”.
ومارس ترامب المزيد من الضغط على زيلينسكي في منشور على موقع “تروث سوشيال”، والذي كرّر أيضًا موقف روسيا القائل بأن بلد زيلينسكي لا يمكنه الانضمام إلى حلف الناتو. وكتب ترامب: “يمكن للرئيس زيلينسكي إنهاء الحرب مع روسيا على الفور إن أراد ذلك، أو يمكنه مواصلة القتال”.
أثار هذا الضغط قلقًا في كييف وعواصم أوروبية أخرى من أن ترامب سيحاول فرض رؤية بوتين على زيلينسكي، وأنه إذا رفض الزعيم الأوكراني هذا الخيار، فسيلقي ترامب باللوم على كييف وينسحب تمامًا.
قال جوش رودولف، المدير الإداري والزميل البارز في مبادرات الديمقراطية الاستراتيجية في صندوق مارشال الألماني: “فعل ترامب شيئًا جيدًا في مساعيه لإنهاء الحرب؛ إذ أظهرت المفاوضات للعالم أن بوتين هو مَن يرفض وقف القتال دون شروط”.
وأضاف: “السؤال الآن هو إلى أي جانب تقف أمريكا؟”.
ورغم أن أوروبا ستلعب دورًا رئيسيًا في أمن أوكرانيا بعد أي اتفاق، إلا أنها تفتقر إلى النفوذ لدى بوتين، ولا يمكنها الوفاء بمهمة إنفاذ السلام الموعودة دون دعم ترامب.
في هذا السياق، فإن التكهنات في واشنطن حول ما إذا كان ترامب يحاول التعجيل بإنهاء حرب أوكرانيا لضمان نيل جائزة نوبل للسلام لا طائل منها، لأنه إذا استطاع إنهاء الصراع بشكل عادل، لن يهتم أحد بدوافعه.
