logo alelm
المسيرات الأمريكية تحلق في سماء غزة.. لماذا؟

بدأت واشنطن تنفيذ عمليات مراقبة جوية فوق قطاع غزة عبر طائرات استطلاع مسيّرة، اليوم الجمعة، في محاولة لضمان استمرار الهدنة الهشة بين إسرائيل وحركة حماس، بحسب ما نقلته صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر عسكرية أمريكية وإسرائيلية.

وتعمل الطائرات بدون طيار انطلاقًا من مركز قيادة أمريكي جديد أُقيم قرب مدينة كريات جات الإسرائيلية، بهدف متابعة التطورات الميدانية في غزة ومراقبة التزام الأطراف المتحاربة بوقف إطلاق النار. ووفقًا لمسؤولين من الجانبين، تجري هذه الرحلات بموافقة إسرائيلية، وتأتي ضمن مهمة موسعة يشرف عليها البنتاغون لمتابعة تنفيذ الاتفاق الذي رعته واشنطن.

وخلال الحرب الأخيرة، اعتمد الجيش الإسرائيلي على الطائرات المسيّرة بشكل واسع لجمع المعلومات الاستخبارية. لكن تحليق الطائرات الأمريكية الآن يعكس رغبة واشنطن في الحصول على رؤية مباشرة ومستقلة لما يجري على الأرض، بعيدًا عن الرواية الإسرائيلية. وقد امتنعت كل من وزارة الخارجية الأمريكية والجيش الإسرائيلي عن التعليق على هذه الأنباء.

وأثار هذا القرار استغراب عدد من المسؤولين السابقين في البلدين، من بينهم السفير الأمريكي الأسبق لدى إسرائيل دان شابيرو، الذي وصف الخطوة بأنها “شكل متقدم من الرقابة الأمريكية على ساحة تشهد توترًا حساسًا”، مضيفًا أن اللجوء إليها “يعكس نقصًا في الثقة الكاملة بين الحليفين رغم التعاون الوثيق بينهما”.

مراقبة أمريكية لصون الهدنة

تأتي هذه التحركات ضمن استراتيجية أوسع تسعى من خلالها الإدارة الأمريكية إلى تثبيت التهدئة التي جرى التوصل إليها بوساطة فريق الرئيس دونالد ترامب، بقيادة المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وكبير المستشارين جاريد كوشنر. وقد أسست واشنطن لهذا الغرض مركز قيادة في إسرائيل يضم عناصر من دول أخرى، بينها دول كانت على خلاف دبلوماسي مع تل أبيب خلال الحرب.

وفي هذا السياق، قام وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الجمعة بزيارة تفقدية إلى المركز الأمريكي في كريات جات، حيث اجتمع بمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وممثلين عن دول مشاركة في المهمة. ووصف روبيو المشروع بأنه “تجربة تاريخية لم يسبق تنفيذها بهذا الشكل”، مشيدًا بالجهود التي بُذلت لتنسيق العمل الإنساني والأمني في آن واحد.

وأوضح الوزير أن المهمة الأمريكية تعتمد على ثلاثة محاور أساسية وهي: الحفاظ على الهدنة القائمة، وتنظيم وصول المساعدات الإنسانية، والإعداد لتشكيل قوة استقرار متعددة الجنسيات في غزة. وقال: “هدفنا الأول هو ضمان استمرار الهدوء ومنع أي تصعيد ميداني. فالوضع ما زال هشًا، وهناك جماعات مسلحة على الجانب الآخر قد تحاول زعزعته”.

وأشار إلى أن تدفق المساعدات الإنسانية بدأ بالفعل عبر قنوات دولية ومنظمات خيرية، مع التركيز على تأمين وصولها إلى المحتاجين دون أن تتعرض للنهب أو التحويل. كما كشف عن تحركات لتشكيل قوة دولية يشارك فيها عدد من الدول بالتمويل أو بالأفراد، مع بحث سبل منحها تفويضًا رسميًا من الأمم المتحدة أو عبر إطار دولي بديل. واختتم روبيو حديثه بالتأكيد على أن الغاية النهائية هي إعادة إعمار غزة وتهيئة بيئة مستقرة تمنع تكرار العنف. وقال: “نحن نعمل لضمان أن ما حدث في السابع من أكتوبر لن يتكرر. هذه فرصة لإعادة بناء المنطقة على أسس سلام حقيقي وأمان مستدام”.

اقرأ أيضًا:
“العدل الدولية”: إسرائيل ملزمة بإدخال المساعدات إلى غزة
ما حجم الركام في غزة؟
عاد القصف.. هدنة غزة على شفا الانهيار

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| أكبر دول العالم من حيث الصادرات

المقالة التالية

توتر في أمريكا اللاتينية.. واشنطن تحشد أسطولها ومادورو يهدد