قال الرئيس الأوكراني فولدومير زيلينسكي اليوم الثلاثاء في مؤتمر صحفي في كييف إن بوتين يريد من أوكرانيا الانسحاب من 30% المتبقية من منطقة دونيتسك التي ما تزال تحت سيطرة كييف، أي ما يعادل 9 آلاف كيلومتر مربع، حيث تدور أشرس المعارك. و
أوضح أن هذه المطالب تم نقلها له من قبل مسؤولين أمريكيين قبيل القمة، وأن روسيا ترى هذا التنازل جزءًا من خطة لوقف إطلاق النار، وأضاف زيلينسكي أن مثل هذه الخطوة ستمنح روسيا سيطرة شبه كاملة على إقليم دونباس، وهو قلب الصناعة في شرق أوكرانيا، الذي لطالما كان هدفًا استراتيجيًا لبوتين.
تتزامن هذه التطورات مع اقتراب القوات الروسية من مدينة بوكروفسك، وهي نقطة استراتيجية في منطقة دونيتسك، ويرى محللون أن السيطرة عليها قد تمنح موسكو ورقة ضغط قوية قبل القمة.
وأشار مراقبون عسكريون إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير المدينة وخطوط الإمداد الأوكرانية.
كشف زيلينسكي عن تفاصيل مكالمته مع الرئيس الأمريكي ترامب والمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، حيث تم طرح فكرة التنازلات الإقليمية من الطرفين لإنهاء الحرب، وأكد أن الجانب الأمريكي لم يبدِ حماسًا لفكرة انسحاب أوكرانيا من دونباس بالكامل، لكنه أشار إلى أن رسائل متناقضة وصلت من واشنطن.
و من جهته قال ترامب، إنه يريد التحقق من جدية بوتين في إنهاء الحرب، وألمح إلى إمكانية قبول تبادل أراضٍ بين الجانبين، ما أثار قلق الحلفاء الأوروبيين الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى تعزيز الموقف الروسي.
لم يتم دعوة الاتحاد الأوروبي للمشاركة في القمة، ما دفع بعض قادته إلى التحذير من أن “مسار السلام في أوكرانيا لا يمكن تحديده بدون أوكرانيا”، حيث تخشى الدول الأوروبية أن يؤدي أي اتفاق غير متوازن إلى تمكين روسيا من فرض أمر واقع في منطقة دونيتسك ومناطق أخرى، ما قد يهدد الأمن الأوروبي بأكمله.
البيان الأوروبي المشترك الذي صدر الثلاثاء عبّر عن وحدة الموقف الرافض لأي تغيير للحدود بالقوة، لكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان رفض التوقيع عليه، مما أظهر الانقسام داخل الاتحاد، ويعتبر أوربان يُعتبر أقرب حلفاء بوتين في أوروبا، وقد عارض مرارًا تقديم الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا.
يرى محللون أن القمة المرتقبة تمثل “لحظة مثيرة للقلق العميق” لأوروبا، إذ قد يحاول بوتين إقناع ترامب بقبول السيادة الروسية على أجزاء من أوكرانيا، وربما تخفيف أو رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو.
ويقول الخبراء إن الحرب لا تتعلق فقط بالتوسع الإقليمي، بل بإخضاع أوكرانيا وفتح الباب أمام تهديدات مستقبلية لدول أوروبية أخرى.
على الأرض، أعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية أنها تتصدى لمحاولات تسلل من وحدات مشاة روسية في منطقة دونيتسك، ورغم المقاومة، أقرت بأن الوضع “صعب ومضطرب ومتغير”، خاصة أن خسارة بوكروفسك ستعني تعقيد الإمدادات الأوكرانية وربما انهيار جبهة دفاعية مهمة في الشرق.
وإلى جانب المعارك في دونيتسك، نفذت روسيا هجومًا صاروخيًا على منشأة تدريب عسكرية في أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة 11 آخرين، بينهم من أصيبوا بالقنابل العنقودية بعد أن لجأوا إلى الملاجئ.
حذر مستشار مكتب زيلينسكي، ميخايلو بودولياك، من أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يحقق هزيمة استراتيجية لروسيا سيؤدي إلى فرض شروط موسكو، وإضعاف القانون الدولي، وإرسال رسالة سلبية للدول الأخرى.
وأضاف بودولياك أن بقاء روسيا في منطقة دونيتسك أو أي منطقة محتلة سيشكل خطرًا مستمرًا على أمن أوكرانيا وأوروبا.
ومع اقتراب قمة ألاسكا، يبقى مستقبل الحرب الأوكرانية غير واضح، حيث إن السيطرة على بوكروفسك قد تمنح روسيا اليد العليا، بينما يصر زيلينسكي على أن الدفاع عن منطقة دونيتسك هو دفاع عن سيادة أوكرانيا بأكملها، ويأتي ذلك في الوقت الذي يسعى فيه الأوروبيون للتأثير على ترامب قبل لقائه بوتين، لكن غيابهم عن القمة يثير تساؤلات حول قدرتهم على التأثير في مسار الأحداث.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
اعتقال زوجة رئيس كوريا الجنوبية السابق.. لماذا؟