وقّعت شركة بايت دانس الصينية، المالكة لتطبيق تيك توك، اتفاقية مع مجموعة من المستثمرين لإدارة عمليات التطبيق داخل الولايات المتحدة. وأثارت الصفقة تساؤلات حول تأثيرها على قاعدة المستخدمين الأمريكية، التي تقول المنصة إنها تتجاوز 170 مليون شخص.
وتتمحور المخاوف حول خوارزمية التوصيات الخاصة بتطبيق تيك توك، والتي تشكّل العمود الفقري لصفحة "لك" وتحدد المحتوى الذي يُعرض لكل مستخدم بناءً على بياناته وسلوكه على المنصة. ومع تغير ملكية التطبيق جزئيًا، قد تتغير الطريقة التي تعمل بها هذه الخوارزمية. وقال مات نافارا، خبير صناعة وسائل التواصل الاجتماعي، لشبكة "بي بي سي" إن التحدي لن يكون في بقاء تيك توك على الإنترنت، بل في تحديد "أي نسخة من التطبيق ستبقى فعالة ومؤثرة".
إعادة ضبط الخوارزمية
حاليًا، تعتمد تيك توك على تحليل كميات ضخمة من البيانات حول المستخدمين في جميع أنحاء العالم، مما يمكّنها من تعديل التوصيات بسرعة كبيرة. ووفقًا لشروط الصفقة، سيتم ترخيص خوارزمية التطبيق للمستثمر الأمريكي أوراكل، وسيجري تدريبها على بيانات المستخدمين الأمريكيين فقط. وأوضح نافارا أن هذا التغيير قد يجعل التطبيق أكثر أمانًا واستقرارًا، لكنه في المقابل قد يقلل من تأثيره الثقافي. وأضاف: "تتمثل قوة تيك توك في محتواه غير التقليدي، أحيانًا الغريب أو الحاد سياسيًا، وهو ما يجعل المستخدمين يعودون لتجربة محتوى غير متوقع. وقد يقلل تلطيف هذه الجوانب من أهميته".
وقال الصحفي التقني ويل غايات إن النسخة الأمريكية من التطبيق قد تختلف عن النسخة العالمية، خاصة فيما يتعلق بالحصول على الميزات الجديدة وتحديثات الأمان والتحسينات التي تتوفر أولًا على النسخة الدولية.
ومن جانبها، أشارت كوكيل جايدكا، خبيرة الحوسبة من جامعة سنغافورة الوطنية، إلى أن العناصر الأساسية التي جعلت التطبيق شائعًا، مثل مقاطع الفيديو القصيرة وخيارات التسوق، ستظل متاحة لأن هذه الوظائف لا تعتمد بشكل مباشر على الخوارزمية. لكنها حذرت من أن النسخة الأمريكية، التي ستعمل ببيانات أكثر محدودية، قد تواجه تحديات في تخصيص المحتوى بسرعة، ما قد يؤثر على الانتشار الفيروسي للفيديوهات.
المستثمرون وتأثيرهم
يقود شركة أوراكل، شريك تيك توك في الحوسبة السحابية الأمريكية، لاري إليسون، المعروف بدعمه للرئيس دونالد ترامب. كما سينضم صندوق MGX التابع لحكومة أبوظبي، وشركة الأسهم الخاصة سيلفر ليك كمستثمرين رئيسيين. وأشار نافارا إلى أن هذه المجموعة من المستثمرين قد تدفع النسخة الأمريكية نحو أن تكون أكثر تحفظًا ورتابة، وقال: "الاختبار الحقيقي لن يكون ما إذا كان المستخدمون سيغادرون، بل هل ستظل تيك توك المكان الذي يجرب فيه الناس محتوى جديدًا، أم ستتحول إلى منصة تتصرف فيها السلوكيات بشكل محافظ".
اقرأ أيضًا:
تفاصيل صفقة "تيك توك" الضخمة بأمريكا تتكشّف
اتفاق أمريكي - صيني مبدئي بشأن "تيك توك"
ترامب: هذا هو موعد حظر تيك توك في أمريكا












