تتكشف تفاصيل الصفقة المرتقبة والمُعقدة التي تهدف إلى الحفاظ على تشغيل تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة، منذ مطلع هذا الأسبوع، حيث كشف الرئيس الامريكي دونالد ترامب، عن أسماء مستثمرين أمريكيين بارزين سيشاركون في الصفقة، فيما قدم مسؤول كبير في البيت الأبيض ملامح الهيكلة الجديدة التي ستخضع لها عمليات التطبيق الشهير.
وتأتي هذه التطورات في سياق جهود حثيثة تقودها إدارة “ترامب” لإيجاد حل يوازن بين المخاوف المتعلقة بالأمن القومي من جهة، ورغبة الرئيس في استمرار عمل التطبيق الذي يحظى بشعبية جارفة لدى 170 مليون مستخدم أمريكي من جهة أخرى، خاصة بعد أن أرجع الفضل لـ “تيك توك” في تعزيز شعبيته لدى الناخبين الشباب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
كشف الرئيس دونالد ترامب، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، اليوم الأحد، أن رجال أعمال بارزين سيشاركون كمستثمرين أمريكيين في الصفقة المقترحة، وعلى رأسهم لاكلان مردوخ، الرئيس التنفيذي لشركة “فوكس كورب”، ولاري إليسون، المؤسس المشارك لشركة “أوراكل” وأحد كبار المانحين للحزب الجمهوري، بالإضافة إلى مايكل ديل، الرئيس التنفيذي لشركة “ديل تكنولوجيز”.
وأشاد “ترامب” بالمجموعة، واصفًا إياهم بأنهم شخصيات مرموقة و”وطنيون أمريكيون”، معربًا عن ثقته في قدرتهم على “القيام بعمل جيد حقًا”.
كما لمّح ترامب إلى أن قطب الإعلام روبرت مردوخ، والد لاكلان، قد يكون له دور أيضًا في الصفقة.
وفي تفاصيل أكثر عمقًا، كشف مسؤول كبير في البيت الأبيض، تحدّث لوكالة “رويترز” أن الاتفاق الأمريكي الصيني بشأن عمليات تيك توك يتضمن تشكيل مجلس إدارة جديد من 7 أعضاء، 6 منهم أمريكيون، بينما ستختار شركة “بايت دانس” الصينية، المالكة للتطبيق، عضوًا واحدًا فقط.
وأضاف المسؤول أن حصة “بايت دانس” في الكيان المشترك الجديد الذي سيسيطر على عمليات تيك توك في أمريكا ستقل عن 20%.
وتتضمن الصفقة، كما هو متوقع، أن يتم تخزين جميع بيانات المستخدمين الأمريكيين على البنية التحتية السحابية لشركة البرمجيات الأمريكية “أوراكل”، وذلك لمعالجة المخاوف من إمكانية وصول الحكومة الصينية إلى هذه البيانات.
والأهم من ذلك، أكد المسؤول أن خوارزمية توصية المحتوى الخاصة بالتطبيق “سيتم تأمينها وإعادة تدريبها وتشغيلها في الولايات المتحدة خارج سيطرة بايت دانس”، حيث ستتم مراجعتها وتحليلها تحت إشراف أمريكي باستخدام بيانات أمريكية لن تتم مشاركتها خارجيًا.
ويأتي هذا التقدم بعد أشهر من المفاوضات بين أكبر اقتصادين في العالم، وبعد أن أقر الكونغرس قانونًا في عام 2024 يلزم “بايت دانس” ببيع أصول تيك توك الأمريكية بحلول يناير 2025 أو مواجهة الحظر.
وأجل ترامب مرارًا إنفاذ هذا القانون لإتاحة المجال للمفاوضات، ومن المتوقع أن يمدد فترة السماح لـ 120 يومًا إضافية لإتمام الصفقة.
وعبر مشرعون ديمقراطيون عن قلقهم، حيث قال النائب فرانك بالون: “الشيطان يكمن في التفاصيل… لا يمكننا السماح للصين بالوصول المستمر إلى كميات هائلة من بيانات الأمريكيين الشخصية، ولا يمكننا السماح لترامب بتسليم تيك توك إلى أصدقائه من أقطاب التقنية وتحويله إلى بوق لنفسه”.
