أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، فرض السيطرة الفيدرالية الكاملة على إدارة شرطة العاصمة واشنطن، وتفعيل مئات من قوات الحرس الوطني لنشرهم في شوارع المدينة، في إطار حملة شاملة وصفها بأنها “يوم التحرير” للعاصمة الأمريكية. وتأتي هذه الإجراءات، التي تمثل تصعيدًا كبيرًا في سلطة الحكومة الفيدرالية على الشؤون المحلية، بهدف معالجة ما وصفه ترامب بـ “الجريمة المستشرية” وتدهور الأوضاع في واشنطن.
قال ترامب في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إنه يقوم بتفعيل خطة متعددة الأوجه لاستعادة “القانون والنظام” في واشنطن. وتشمل هذه الخطة أولاً، السيطرة الفيدرالية المباشرة على شرطة العاصمة، وتعيين مدير إدارة مكافحة المخدرات، تيري كول، كمفوض فيدرالي مؤقت لها، حيث طالبه ترامب بإدارة الجهاز “بقوة”.
ثانيًا سيتم نشر ما يصل إلى 800 جندي من الحرس الوطني في واشنطن لتقديم الدعم الأمني، وهي قوة تضم كتيبة شرطة عسكرية متخصصة. وتأتي هذه القوة لتنضم إلى ما يصل إلى 450 ضابط إنفاذ قانون فيدرالي تم نشرهم بالفعل في الأسبوع الماضي، من بينهم 130 عميلًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) سيقومون بدوريات مشتركة مع أفراد شرطة العاصمة. وثالثًا، تتضمن الخطة حملة “تجميل ونظافة” واسعة، أشار ترامب إلى أنها ستشمل إزالة المشردين من شوارع واشنطن وتوفير أماكن إقامة لهم “بعيدًا عن العاصمة”، بينما سيتم اعتقال المجرمين “بسرعة كبيرة”.
برر الرئيس ترامب قراره بأن الأوضاع في واشنطن “خارجة عن السيطرة”، وأن المدينة “تصبح أكثر قذارة وأقل جاذبية”. وفي إعلانه عن الحملة، أشار البيت الأبيض إلى عدد من الجرائم البارزة التي وقعت مؤخرًا، بما في ذلك مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن هذا التبرير يتناقض مع البيانات الرسمية الصادرة عن شرطة العاصمة نفسها، والتي تُظهر في مقارناتها الأولية أن معدلات الجريمة في عام 2025 هي في الواقع أقل من العام السابق، مما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التصعيد من قبل ترامب.
يستند ترامب في قراره بالسيطرة على شرطة العاصمة إلى مادة محددة ونادرة الاستخدام في القانون الفيدرالي. فقانون الحكم الذاتي لمقاطعة كولومبيا لعام 1973، الذي يمنح الكونغرس السلطة العليا على واشنطن، يتضمن “المادة 740” التي تسمح للرئيس الأمريكي بتولي السيطرة المباشرة على شرطة العاصمة لمدة 48 ساعة في حال “ارتأى وجود ظروف طارئة خاصة”.
وهذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تفعيل هذه المادة. ولتمديد السيطرة لأكثر من 48 ساعة، يجب على الرئيس إخطار رؤساء اللجان البرلمانية المعنية. أما أي سيطرة تتجاوز 30 يومًا، فتتطلب إقرار قانون جديد من الكونغرس. ومن المتوقع أن تشهد واشنطن في الأيام المقبلة حضورًا أمنيًا “ساحقًا”، حيث أعلن ترامب أن الضباط سيكونون مخولين بفعل “ما يحلو لهم”، وأن الحملة قد تتجاوز حدود العاصمة. وقد قام بالفعل بتعيين مفوض فيدرالي جديد لشرطة العاصمة، ومن المتوقع وصول قوات الحرس الوطني قريبًا.
وقد صرح ترامب بأنه ينوي تمديد السيطرة إلى ما بعد الـ 48 ساعة الأولية وسيقوم بإرسال الإخطارات اللازمة للكونغرس. لكن خطته طويلة الأمد، والتي قد تشمل إلغاء قانون الحكم الذاتي بالكامل، ستحتاج إلى موافقة الكونغرس، وهو أمر يُعتبر من غير المرجح حدوثه في ظل الانقسام السياسي الحالي.