يوليو ٧, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
بعد استهدافه من الاحتلال.. ما أهمية حقل بارس للغاز في إيران؟

استهدف الاحتلال منذ قليل منشآت حقل بارس الجنوبي للغاز في ميناء كنغان في محافظة بوشهر الشهيرة بأهميتها في قطاع الغاز والنفط. وأفادت وسائل إعلام نقلًا عن وزارة النفط الإيرانية بأن الحرائق اندلعت في مصفاة فجر جام للغاز أيضًا.

وبحسب بيان الوزارة الذي نقلته وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، فإن قوات الدفاع المدني احتوت الحريق وسيطرت عليه في وقت قصير. وكانت طائرة إسرائيلية بدون طيار استهدفت الموقع، والذي أدى لاندلاع حريق ضخم وتصاعدت أعمدة الدخان. يأتي ذلك في إطار الهجمات التي يشنها الكيان المحتل على الجمهورية الإسلامية منذ فجر أمس الجمعة.

حقل بارس للغاز.. حجر الزاوية للاقتصاد الإيراني

يُعد حقل بارس الجنوبي، وهو الجزء الإيراني من حقل الغاز الأضخم عالميًا الذي تتقاسمه طهران مع دولة قطر (حيث يُعرف هناك بحقل الشمال)، بمثابة حجر الزاوية في اقتصاد الطاقة الإيراني. ولا يُعتبر الحقل العملاق مجرد مورد، بل هو المحرك الرئيسي الذي يغذي قطاعات حيوية في البلاد.

وتتجاوز الطاقة الإنتاجية للجانب الإيراني من الحقل نحو 700 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يشكل وحده ما بين 65% إلى 70% من مجمل إنتاج الغاز الطبيعي في إيران. هذه الأرقام الهائلة تجعل من “بارس الجنوبي” مصدرًا لا غنى عنه لتلبية احتياجات الاستهلاك المحلي، ودعم صناعة البتروكيماويات، وتأمين متطلبات التصدير. ورغم وجود حقول إيرانية مهمة أخرى مثل حقل فارس الشمالي (باحتياطياته الضخمة غير المستغلة) وحقلي كيش وكانجان، يظل “بارس الجنوبي” متفردًا بحجمه وإنتاجيته التي لا تضاهيها الحقول الأخرى.

ميناء كنغان.. البوابة الاستراتيجية للحقل العملاق

يلعب ميناء كنغان الواقع على الساحل الجنوبي لإيران دورًا حيويًا باعتباره البوابة الاستراتيجية الرئيسية لتصدير منتجات الهيدروكربون، بالإضافة إلى دوره في تلبية احتياجات الاستيراد للمنطقة الصناعية والسكانية المحيطة.

وقد تم تجهيز ميناء كنغان ببنية تحتية متكاملة لدعم عملياته الواسعة، تشمل: أرصفة متخصصة قادرة على استقبال أنواع مختلفة من السفن، بما في ذلك ناقلات النفط والغاز وسفن الشحن، بأعماق غاطس تتراوح غالبًا بين 6 و12 مترًا. وبنية تخزينية ضخمة تضم مجمعات صهاريج للغاز الطبيعي المسال والنفط الخام والمنتجات المشتقة. ومرافق مناولة متطورة للبضائع بنوعيها الجاف والسائل. وخدمات بحرية ولوجستية يقدم الميناء من خلالها خدمات الإرشاد البحري، والقاطرات لمناورة السفن، بالإضافة إلى بروتوكولات جمركية وأمنية صارمة، وخدمات صيانة وإصلاح أساسية.

من ناحية أخرى، يرتبط الميناء بشبكة طرق برية فعالة تسهل نقل البضائع إلى المناطق الداخلية والمراكز الصناعية الرئيسية، مع وجود خطط حالية أو مستقبلية لتعزيز هذا الارتباط عبر خطوط السكك الحديدية. ويعمل مطار بوشهر القريب كداعم لوجستي إضافي. وتجري حاليًا دراسة أو تنفيذ خطط لتوسعة مرافق الميناء، مع تركيز خاص على زيادة قدراته في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال، لمواكبة الإنتاج المتزايد من الحقل العملاق.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

تحركات سعودية لاحتواء تداعيات الأوضاع في إيران

المقالة التالية

ماذا لو اغتال الاحتلال خامنئي؟