يحتفي العالم في 19 أغسطس من كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، وهو مناسبة مهمة نسلط من خلالها الضوء على شخصيات ومؤسسات سعودية بارزة أصبحت علامات فارقة في مجال العطاء على المستويين المحلي والدولي. وتعكس مسيرة كل من الأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز، والأميرة موضي بنت خالد، والدكتور عبدالله الربيعة، بالإضافة إلى الدور العالمي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، نهجًا سعوديًا راسخًا في مأسسة العمل الخيري وتوسيع أثره ليمتد إلى جميع أنحاء العالم.
ونسرد في السطور التالية نبذة عن إسهامات كل شخصية في مجال العمل الإنساني السعودي:
يُجسد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي تأسس عام 2015م بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين، الدور الدولي للمملكة في هذا المجال. وحتى عام 2022م، قدم المركز مساعداته الإغاثية لأكثر من 92 دولة حول العالم، عبر تنفيذ 2402 مشروعًا. وتتصدر اليمن قائمة الدول الأكثر استفادة من مشاريع المركز، تليها سوريا. وتشمل مساعدات المركز مجالات متعددة مثل الأمن الغذائي، والإيواء، والتعليم، والصحة، والمياه والإصحاح البيئي. ويعمل المركز بالتنسيق مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الربحية الدولية والمحلية لضمان وصول المساعدات لمستحقيها.
تُعد الأميرة موضي بنت خالد بن عبدالعزيز، ابنة الملك خالد، شخصية رائدة في العمل السياسي والمجتمعي والإنساني، حيث كانت من أوائل النساء اللواتي تم تعيينهن في مجلس الشورى السعودي في يناير 2013. وتكرس الأميرة موضي جهودها كأمينة عامة لمؤسسة الملك خالد الخيرية، وجمعية النهضة في الرياض، التي حصلت على جائزة شايلوت الأولى لمنظمات حقوق الإنسان في الخليج عام 2009.
وقد روت الأميرة موضي في مقابلات صحفية، قصة تأسيس جمعية النهضة، التي بدأت كـ “نادي فتيات الجزيرة” قبل أن تقترح الأميرة سارة الفيصل على الملك فيصل تحويله إلى جمعية، لتصبح ثاني جمعية نسائية في البلاد. وتؤكد الأميرة موضي أن العمل التطوعي يمكن أن يكون بالجهد، أو بالعلم والخبرة، أو بالمال.
عُرف عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز اهتمامه العميق بالأعمال الإنسانية والخيرية، وحرصه على تنظيم هذا العمل بشكل مؤسسي لضمان استدامته. ومن أبرز الجهات التي أسسها هي: مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، ولجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية (ميديونيت)، ومركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك)، وبرنامج مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية للإسكان.
وتُعد أبرز مشاريعه مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية، التي افتُتحت عام 2002م. وتُعتبر هذه المدينة، التي تمتد على مساحة 1.2 مليون متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى 400 سرير، من أكبر مراكز التأهيل الطبي في الشرق الأوسط، حيث تقدم برامج متخصصة لتأهيل إصابات العمود الفقري، والإصابات الدماغية، ومبتوري الأطراف، والجلطات الدماغية، بالإضافة إلى برامج لتنمية الطفل.
يشغل الدكتور عبدالله الربيعة حاليًا منصب مستشار في الديوان الملكي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بعد أن شغل منصب وزير الصحة. ويُعرف عالميًا كأحد أبرز جراحي فصل التوائم السيامية في العالم. وخلال مسيرته، أشرف الدكتور الربيعة على 142 حالة توأم ملتصق من 26 دولة، وأجرى بنجاح 61 عملية فصل معقدة. وقد نال العديد من الأوسمة تقديرًا لجهوده، منها وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة، ووسام الاستحقاق من جمهورية بولندا، وجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للشخصيات الطبية المتميزة.
اقرأ أيضًا:
بالفيديو ..ماذا تقدم الأميرات السعوديات؟ .. الأميرة موضي بنت خالد تُجيب
أبرز المبادرات الإنسانية لبرنامج التحول الوطني
الإسهامات الإنسانية للقطاع الصحي غير الربحي في المملكة
عطاء لا يتوقف.. مركز الملك سلمان للإغاثة يرصد الملايين لدعم فلسطين