لم تدخر المملكة جهدًا في احتواء تداعيات الضربة الإسرائيلية على إيران، إذ كثفت السعودية تحركاتها على الصعيدين الإنساني والدبلوماسي لتقديم الدعم والمساندة وأيضًا تحركات لتهدئة الأوضاع الإقليمية.
بناءً على توجيهات من خادم الحرمين الشريفين وعرض من ولي العهد، أعلنت وزارة الحج عن تفعيل غرفة عمليات متخصصة تعمل على مدار الساعة لرعاية ومتابعة أوضاع الحجاج القادمين من إيران. وتهدف هذه الغرفة إلى توفير كافة أشكال الدعم وتلبية جميع احتياجاتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، إلى حين تهيئة الظروف المناسبة لضمان عودتهم الآمنة إلى بلادهم وأهاليهم.
على الصعيد الدبلوماسي، أجرى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا هاتفيًا، اليوم السبت، مع رئيس الوزراء البريطاني، السيد كير ستارمر. وقد استعرض الجانبان خلال الاتصال آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والانعكاسات المترتبة على العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وشدد الزعيمان على حتمية تكثيف الجهود الدولية لاحتواء الموقف وخفض وتيرة التصعيد، مؤكدين على أهمية تغليب المسار الدبلوماسي لحل كافة النزاعات القائمة، ومواصلة العمل المشترك لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كان ولي العهد أجرى اتصالًا هاتفيًا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، وتركز الاتصال على بحث آخر المستجدات الإقليمية، وفي مقدمتها التصعيد العسكري الأخير الذي شمل العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران. وخلال الاتصال، أكد الجانبان على الأهمية القصوى لممارسة ضبط النفس من قبل جميع الأطراف لتجنب اتساع رقعة الصراع. كما شددا على حتمية العمل على خفض التصعيد الراهن، واللجوء إلى السبل الدبلوماسية كخيار أساسي لحل كافة الخلافات القائمة في المنطقة. واتفق الزعيمان أيضًا على ضرورة مواصلة التنسيق والعمل المشترك بين البلدين، بما يسهم في تعزيز أسس الأمن والسلام وتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
كانت المملكة أعربت عن إدانتها واستنكارها الشديد للاعتداءات الإسرائيلية السافرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة التي تمس سيادتها وأمنها وتمثل انتهاكًا ومخالفةً صريحة للقوانين والأعراف الدولية. وجاء في البيان الرسمي الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية”واس”: “وإذ تدين المملكة هذه الاعتداءات الشنيعة؛ لتؤكد أن على المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة تجاه وقف هذا العدوان بشكل فوري”.
