كشفت بيانات حديثة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة أن السعودية حققت أعلى معدل نمو في العائدات السياحية على مستوى العالم خلال الربع الأول من عام 2025، في إنجاز يعكس التسارع الكبير الذي يشهده قطاع السياحة كأحد الركائز الأساسية في اقتصاد المملكة.
أظهر التقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والذي يقارن أداء الربع الأول من عام 2025 بنفس الفترة من عام 2019 كخط أساس لما قبل جائحة “كورونا”، أن المملكة حققت قفزة هائلة بلغت 252% في نمو العائدات السياحية الدولية.
وتفوق هذا الرقم بشكل كبير على أقرب المنافسين في القائمة، حيث حلت صربيا في المرتبة الثانية بنمو قدره 150%، تلتها النرويج بنسبة 106%، ثم اليابان بـ 103% وتركيا بـ 100%، مما يضع السعودية في صدارة المشهد السياحي العالمي بفارق شاسع.
ووفقًا للأرقام الموضحة، بلغ إجمالي إنفاق السياح الوافدين إلى المملكة خلال الربع الأول من عام 2025 ما قيمته 49.4 مليار ريال سعودي، وهو رقم يؤكد الجاذبية المتزايدة للمملكة كوجهة سياحية عالمية.
ويعد هذا الإنجاز ثمرة التخطيط الاستراتيجي ضمن رؤية السعودية 2030، التي أولت قطاع السياحة اهتمامًا بالغًا، حيث عملت المملكة على تطوير بنية تحتية ضخمة، وإطلاق مشاريع سياحية كبرى مثل “نيوم“، و”البحر الأحمر”، و”القدية”، و”تطوير وجهة العلا التاريخية”، والتي بدأت بالفعل في استقطاب الزوار من شتى أنحاء العالم.
كما أسهم تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات السياحية لأكثر من 60 دولة في تعزيز تدفق الزوار، وهو ما انعكس إيجابًا على حجم العائدات السياحية المحققة.
وتستهدف المملكة رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 10% بحلول عام 2030، وهو هدف يبدو تحقيقه ممكنًا في ظل هذه المؤشرات القوية.
وتُبنى هذه النجاحات على أرقام قياسية تم تحقيقها في السنوات الأخيرة، ففي عام 2023، تجاوزت المملكة هدفها باستقبال 100 مليون سائح قبل 7 سنوات من الموعد المحدد، مما دفعها إلى رفع سقف طموحاتها للوصول إلى 150 مليون زائر بحلول عام 2030.
ويمثّل تصدر المملكة المشهد العالمي في نمو العائدات السياحية خلال بداية عام 2025 دليلًا ملموسًا على التحول الاقتصادي ونجاح الاستراتيجية الوطنية طموحة.