تظهر الإحصائيات الحديثة لعام 2025 فجوة هائلة بين حجم عمليات البحث على الإنترنت اليومية التي تتم عبر منصات البحث التقليدية، وعلى رأسها “غوغل”، وبين التقنيات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي”.
تؤكد هذه الأرقام هيمنة “غوغل” المستمرة على مشهد البحث العالمي، على الرغم من النمو السريع واللافت لخدمات الذكاء الاصطناعي التخاطبي.
وفقًا للبيانات المتاحة، يسجل محرك البحث “غوغل” متوسطًا مذهلاً يبلغ 13.7 مليار عملية بحث يوميًا، وهو رقم يضعه في صدارة المشهد بفارق كبير جدًا عن أقرب منافسيه.
ولتوضيح حجم هذه الهيمنة، فإن الرقم الذي يحققه “غوغل” يزيد بأكثر من الضعف عن المنصة التي تحتل المرتبة الثانية في حجم البحث اليومي، وهي تطبيق “إنستغرام”، الذي يسجل 6.5 مليار عملية بحث يوميًا.
هذا التباين الكبير يسلط الضوء على قوة “غوغل” الراسخة كوجهة أولى للمستخدمين الباحثين عن المعلومات على الإنترنت.
في المقابل، وعلى الرغم من الضجة الكبيرة التي أحدثها والنمو السريع الذي يشهده، يتعامل “ChatGPT” مع مليار عملية بحث يوميًا.
هذا الرقم، وإن كان كبيرًا في حد ذاته لتقنية حديثة نسبيًا، إلا أنه يعد أقل بكثير من حجم البحث الذي يعالج “غوغل” يوميًا.
الفارق الشاسع بين 13.7 مليار بحث لـ”غوغل” ومليار بحث لـ”شات جي بي تي” يؤكد أن هذا الأخير لا يزال في مراحل مبكرة من المنافسة على حصة سوق البحث على الإنترنت اليومي.
تتسع هذه الفجوة في البحث على الإنترنت بشكل أكبر عند الأخذ في الاعتبار الحجم الإجمالي لعمليات البحث التي تعالجها المنصات التابعة لشركة “Alphabet”، الشركة الأم لـ”Google”، فبدمج عمليات البحث اليومية من “غوغل”، و”يوتيوب“، و”جوجل بلاي”، يصل الحجم الإجمالي إلى 19.1 مليار استعلام يوميًا.
هذا الرقم يظهر مدى التغلغل الواسع لخدمات “ألفابيت” في حياة المستخدمين اليومية وحجم البيانات الضخم الذي تتعامل معه.
وعلى الرغم من أن “شات جي بي تي” يظهر نموًا سريعًا، إلا أن المقارنة بالأرقام الحالية تشير إلى أن اللحاق بـ”غوغل” سيتطلب تحولاً هائلاً وغير مسبوق في عادات المستخدمين، ولا يتطلب الأمر مجرد تحسينات تقنية، بل دمجًا واسع النطاق لـ”شات جي بي تي” في الأجهزة المختلفة ومحركات البحث القائمة، بالإضافة إلى تغيير كبير في الطريقة التي يتفاعل بها الناس مع المعلومات والبحث عنها.
يمثل هذا التحول الكبير في السلوك الرقمي للمستخدمين التحدي الأكبر الذي يواجه “شات جي بي تي” إذا ما أراد أن يُصبح منافسًا حقيقيًا لـ”غوغل” في المستقبل القريب.