شهدت العاصمة السعودية الرياض أولى لحظات كرة القدم على أرضها في ملعب متواضع داخل أحد أقسام “قشلة الرياض”، غرب حديقة الفوطة والذي يعتبر أول ملعب في الرياض لكرة القدم. كان الملعب ضمن منشآت عسكرية مخصصة لتدريب الجنود، وهناك رُسمت البدايات الأولى للعبة في المدينة، في وقت كانت فيه كرة القدم تشق طريقها بثبات نحو قلوب الجماهير.
لاحقًا، أصبح ملعب الصائغ أول ملعب رسمي معتمد في الرياض. شهد هذا الملعب أول مباراة رسمية في شوال 1379هـ / أبريل 1960م، وظل الملعب الوحيد في المدينة حتى أوائل السبعينات الميلادية. لكنه لم يصمد طويلًا أمام توسع الرياض المتسارع، فظهرت ملاعب جديدة، منها ملعب الأمير فيصل بن فهد في الملز، إيذانًا بمرحلة جديدة في تاريخ الرياض الرياضي.
من ملعب ترابي داخل ثكنة عسكرية… إلى ملاعب عالمية تحتضن أكبر بطولة كروية في العالم. هكذا تحولت الرياض، وهي اليوم أحد المحاور الرئيسية في ملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034.
كشفت المملكة عن خطتها المتكاملة لاستضافة البطولة في خمس مدن، من بينها الرياض، التي ستضم وحدها ثمانية ملاعب عصرية، منها منشآت قائمة سيُعاد تأهيلها، وأخرى حديثة كليًا، تمثل نقلة في التصميم والتقنية والخدمات.
استاد الملك سلمان الدولي: الملعب الأكبر في السعودية، بطاقة استيعابية تفوق 92 ألف متفرج. سيستضيف الافتتاح والنهائي، ويشكّل محورًا لمشروع “الرياض الخضراء”.
استاد الأمير محمد بن سلمان: يقع في مشروع القدية، بسعة تتجاوز 46 ألف متفرج، ويتميّز بإطلالته على جبل طويق وتصميمه العصري.
استاد مدينة الملك فهد الرياضية: سيُعاد تأهيله بالكامل، مع رفع سعته إلى أكثر من 70 ألف متفرج، ويستوحى سقفه من الخيمة العربية التقليدية.
استاد مدينة الأمير فيصل بن فهد الرياضية: ملعب جديد سيُبنى وسط حدائق، مع استخدام الطاقة الشمسية والمواد المحلية في تصميمه.
استاد جنوب الرياض: يستلهم العمارة السلمانية، وسيحتضن أكثر من 47 ألف مشجع، ويخصص لأحد أندية العاصمة.
استاد المربع الجديد: تصميم مبتكر مستوحى من جذع شجرة الطلح، ومزود بتقنيات حديثة لتجارب جماهيرية فريدة.
استاد جامعة الملك سعود: سيُطور ليتجاوز 46 ألف مقعد، ويُعد موقعًا مثاليًا في قلب المدينة، بجوار منطقة “يو ووك”.
استاد روشن: تصميمه المعماري العصري يعكس الطابع الحضري للرياض، محاط بهياكل بلورية تضيء ليلًا، وتتجاوز سعته 46 ألف مشجع.
لم تعد الملاعب في الرياض مجرد منشآت رياضية، بل أصبحت مشاريع حضرية متكاملة تجمع بين الرياضة، الترفيه، والبيئة. ومع كل ملعب جديد، تكتب العاصمة فصلًا جديدًا في رحلتها نحو العالمية. وبين ملعب قشلة الرياض في ستينات القرن الماضي.. واستاد الملك سلمان الذي سيشهد نهائي كأس العالم، تقف الرياض شاهدة على تحول تاريخي في مسيرة كرة القدم السعودية.