
حذّر باحثون من أن تطبيقات اللياقة البدنية التي تتابع السعرات الحرارية وعدد الخطوات وتضع أهدافًا بعيدة المنال، قد تُلحق أضرارًا بالمستخدمين تفوق فوائدها. كما أن هذه التطبيقات، رغم سعيها لتشجيع الأفراد على ممارسة الرياضة والنوم الكافي وتناول الغذاء الصحي، قد تؤدي إلى نتائج عكسية لدى بعض المستخدمين.
كشف باحثون في كلية لندن الجامعية (UCL) أن العديد من تطبيقات اللياقة البدنية لا تستند إلى مناهج علمية أو نظريات مدعومة بالأدلة في تشجيع أنماط الحياة الصحية، وغالبًا ما تضع أهدافًا يصعب تحقيقها. وأوضح الباحثون أن هذا النهج قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذ تُشعر بعض المستخدمين بالإحباط من ممارسة الرياضة بدلاً من تحفيزهم عليها.
قالت الباحثة بولينا بوندارونيك من كلية لندن الجامعية (UCL) إن تطبيقات اللياقة البدنية تُعد من أكثر أدوات الصحة رواجًا وربحية على مستوى العالم، مشيرةً إلى أنه رغم ما تقدمه من فوائد صحية، فإن الجوانب السلبية المحتملة لها لم تحظَ بالاهتمام الكافي حتى الآن.
وأضافت بوندارونيك أن اختزال مفهوم الصحة في أرقام مثل عدد السعرات الحرارية أو الخطوات قد يدفع المستخدمين إلى الشعور بالإحباط أو الخجل، ويُبعدهم عن الدوافع الحقيقية التي تساعدهم على الحفاظ على صحة جيدة ومستدامة.
تناولت الدراسة، التي نُشرت في المجلة البريطانية لعلم النفس الصحي، التأثيرات السلوكية والنفسية السلبية المرتبطة باستخدام تطبيقات اللياقة البدنية التجارية، كما عبّر عنها المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي.
واستخدم فريق البحث تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل 58,881 منشورًا على منصة X تناولت أكثر خمسة تطبيقات لياقة بدنية تحقيقًا للأرباح حتى مارس 2022، وهي: MyFitnessPal: Calorie Counter، وStrava، وWeight Watchers، وWorkouts by Muscle Booster، وFitness Coach & Diet: FitCoach.
أظهرت نتائج الدراسة أن عدد من مشاركات المستخدمين ركزت على الجوانب السلبية لتطبيقات اللياقة البدنية، مثل صعوبة الالتزام بالنظام الغذائي والنشاط البدني، وتعقيد تتبع السعرات الحرارية والتمارين بسبب اعتماد خوارزميات مبسطة، إضافة إلى التأثيرات العاطفية لإشعارات التطبيقات.
وبيّن الباحثون أن بعض المستخدمين عبّروا عن شعورهم بالإرهاق والخجل وخيبة الأمل وفقدان الدافع، ما أدى إلى توقفهم عن استخدام هذه التطبيقات، وفي بعض الحالات، إلى التخلي عن ممارساتهم الصحية بالكامل. كما خلص الباحثون إلى أهمية تطوير تطبيقات لياقة بدنية تُعطي الأولوية للصحة النفسية على حساب الأهداف الكمية الصارمة.
وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور دارين بلاير، المحاضر في الهندسة الحيوية العضلية الهيكلية بجامعة كوليدج لندن والمدرب الشخصي، أن تتبع السعرات الحرارية وعدد الخطوات لا يُعدّ مقياسًا دقيقًا للنشاط البدني أو الصحة العامة، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لا يرى تطبيقات اللياقة البدنية أدوات سلبية بطبيعتها.
قال الدكتور دارين بلاير في تصريح لصحيفة الإندبندنت إن التأثيرات النفسية لتطبيقات اللياقة البدنية تختلف من شخص لآخر، موضحًا أن بعض الأفراد يجدون في استخدامها شعورًا بالمسؤولية والتحفيز والرضا من خلال التفاعل مع الآخرين عبر هذه المنصات، في حين قد يشعر آخرون بالإحباط من هذا النوع من التفاعل.
من جانبه، رأى المدرب الشخصي للأثرياء والمشاهير، مات روبرتس، أن تطبيقات اللياقة البدنية يمكن أن تكون “إيجابية للغاية” إذا استُخدمت “بعقلية سليمة” وبطريقة متوازنة.
وأضاف روبرتس أن الجانب التنافسي بين المستخدمين قد يُشكل عامل إحباط للبعض، خصوصًا في المراحل الأولى من الاستخدام، لكنه شدد على أن ذلك لا يُلغي حقيقة أن معظم المستخدمين يحققون فوائد ملموسة ومستدامة، من خلال متابعة تقدمهم وفهم تأثير عاداتهم اليومية على صحتهم العامة.
اقرأ أيضًا :
فوائد المشي.. كم عدد الخطوات اللازمة لتحسين اللياقة وفقدان الوزن؟