بعد إعلان البيت الأبيض يوم الخميس أن الرئيس دونالد ترامب يعاني من “قصور وريدي مزمن” لتفسير تورم ساقيه، كثرت التساؤلات حول طبيعة هذه الحالة الطبية. ورغم أن البيان الرسمي وصفها بأنها “شائعة وحميدة”، إلا أن التشخيص سلط الضوء على مرض وعائي يؤثر على ملايين البالغين، خاصة فوق سن الخمسين.
يُعد القصور الوريدي المزمن حالة طبية تحدث عندما تتلف الصمامات الموجودة داخل أوردة الساقين، مما يضعف قدرتها على ضخ الدم بكفاءة نحو القلب. هذا الخلل يؤدي إلى تدفق الدم للخلف وتجمعه في الأطراف السفلية، وهي حالة تُعرف بـ “الارتجاع الوريدي”، مما يسبب ارتفاع الضغط داخل هذه الأوردة. ويمكن أن يؤثر هذا التلف على أي من أوردة الساق، سواء كانت الأوردة العميقة، أو السطحية، أو تلك التي تربط بينهما.
قد تبدأ أعراض القصور الوريدي المزمن بشكل خفيف، لكنها قد تتطور مع مرور الوقت. وتشمل العلامات الأكثر شيوعًا ما يلي:
يحدث القصور الوريدي المزمن بشكل أساسي بسبب تلف الصمامات الوريدية. ويُعد تجلط الأوردة العميقة (DVT) هو السبب الثانوي الأكثر شيوعًا، حيث أن الجلطة الدموية قد تترك وراءها نسيجًا ندبيًا يُلحق ضررًا دائمًا بالصمام. ويصاب ما بين 20% إلى 50% من الأشخاص الذين تعرضوا لجلطات الأوردة العميقة بهذه الحالة. وتشمل الأسباب الأخرى التشوهات الخلقية في الأوردة، أو التغيرات التي تطرأ على جدار الوريد وتمنعه من العمل بشكل صحيح.
ويتم تشخيص القصور الوريدي المزمن عادة من خلال فحص سريري دقيق يقوم به الطبيب، يتبعه فحص بالموجات فوق الصوتية للأوعية الدموية (دوبلر). هذا الفحص غير المؤلم يستخدم موجات صوتية لإنشاء صورة للأوردة، ويُظهر للطبيب أي الصمامات متضررة ومدى شدة الحالة. أما العلاج، فيعتمد على مدى تطور الحالة ويهدف إلى تحسين تدفق الدم وتخفيف الأعراض. وتشمل الخيارات ما يلي:
تغييرات نمط الحياة: وهي الخطوة الأولى، وتشمل رفع الساقين، وممارسة التمارين الرياضية مثل المشي لتقوية عضلات الساق، والتحكم في الوزن.
العلاج بالضغط: يُعد استخدام الجوارب أو الضمادات الضاغطة جزءًا أساسيًا من العلاج.
الأدوية والإجراءات الطبية: في الحالات المتقدمة، قد يوصي الطبيب بإجراءات غير جراحية مثل العلاج بالتصليب أو الاستئصال الحراري، أو إجراءات جراحية لإزالة الأوردة المتضررة.
وفي حالة الرئيس دونالد ترامب، أكد البيت الأبيض أن الفحوصات الشاملة التي خضع لها لم تظهر أي دليل على وجود أمراض خطيرة مثل جلطات الأوردة العميقة أو قصور القلب. ومع ذلك، فإن تسليط الضوء على القصور الوريدي المزمن يمثل تذكيرًا بأهمية الانتباه لصحة الأوعية الدموية والتعرف على الأعراض المبكرة لضمان الحصول على العلاج المناسب وإدارة الحالة بفعالية.