تتعدد أضرار السجائر بين تدمير صحة المدخنين ومن حولهم فهي المسبب الأول لمرض سرطان للرئة الذي يحصد أرواح ملايين البشر حول العالم سنويًا، وبين تلويث الهواء حيث تتجاوز أعداد المدخنين المليار ونصف مدخن حول العالم ينثرون دخان أكثر من 20 مليار سيجارة يوميًا في الهواء، إلا أن أضرار السجائر لم تتوقف عند هذا الحد، بل امتدت إلى المحيطات أيضًا.
تشق فلاتر السجائر طريقها إلى محيطات العالم من خلال الفيضانات والجريان السطحي ومياه الأمطار حيث تسبب أضرارًا كبيرة، فحوالي 80 ٪ من الـ 6 تريليونات سيجارة التي يتم شراؤها سنويًا متناثرة في المحيطات، مما يزيد من مشكلة البلاستيك العالمية ووفقاً للإحداثيات فإن أعدادهم يفوق حبات الرمل.
الأضرار الواقعة على الحيوانات تصل للبشر في النهاية
وقد جمع متطوعو حفظ المحيطات ملايين الفلاتر من شواطئ العالم وسواحله خلال حفل تنظيف الساحل الدولي السنوي، وتقدر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن هناك بالفعل 139 مليون طن من النفايات البلاستيكية في البحار والمحيطات والأنهار.
في عام 2019 وحده، دخل 6.1 مليون طن من النفايات البلاستيكية البيئات المائية، و 1.7 مليون طن في محيطات العالم.
وتعد فلاتر السجائر ضارة للحياة في المحيطات نظرًا لحجمها وشكلها، غالبًا ما تخطئ طيور الشاطئ في استخدام مرشحات السجائر للطعام، حيث إنه في عام 2019، التقط أحد متطوعي “فلوريدا أودوبان” صورة مفجعة لأنثى طير تغذي صغيرها بفلتر لسجائر، وبالمثل تستخدم العصافير أحيانًا الفلاتر عند بناء أعشاشها.
كما أنه بمجرد وصول الأسماك إلى المحيط يمكنها أن تبتلع فلاتر السجائر بالكامل، مما يتسبب في أضرار داخلية، والأمر الذي يعد مثيرًا للقلق خاصة أنه وبمجرد تناول الأسماك لها، فإنها تدخل في السلسلة الغذائية ويمكن أن ينتهي بها الأمر في أطباقنا.
التحول إلى مواد بلاستيكية دقيقة
وأكدت الدراسات أن أن فلاتر السجائر البلاستيكية لا تتحلل بل تقوم أشعة الشمس فوق البنفسجية بتقسيمها إلى أجزاء أصغر وأصغر على مدى فترة تتراوح بين 18 شهرًا و 10 سنوات.
يتكون كل مرشح من 15000 خصلة فردية من الألياف البلاستيكية، وتفرز ما يقرب من 100 ألياف دقيقة يوميًا، يتراوح حجمها بين 1 نانومتر و 5 ملم، نتيجة لذلك يمكن أن يصل حوالي 0.3 مليون طن من اللدائن الدقيقة إلى البيئات البحرية بهذه الطريقة كل عام.
يتغلغل البلاستيك من مرشحات السجائر ومصادر أخرى في النظام البيئي البحري بأكمله قدرت إحدى الدراسات التي أجرتها جامعة ستانفورد أن حيتان البالين مثل الحوت الأزرق قد تبتلع ما يزيد عن 10 ملايين قطعة من البلاستيك الدقيق في يوم واحد، لأنها تتغذى عن طريق تصفية مياه البحر، ويوجد البلاستيك أيضًا في أعمق مستويات البحر بين 4601 و 5732 مترًا.
وتعتبر معالجة مشكلة التلوث البلاستيكي رقم واحد في العالم، حيث طورت Greenbutts بديلًا نباتيًا معتمدًا وقابل للتحلل الحيوي لمشكلة التلوث البلاستيكي الأولى في العالم وهي مرشحات السجائر.
السجائر الإلكترونية.. نكهات «الموت البطيء»
تاريخ السجائر الإلكترونية.. من اخترعها وكيف انتشرت؟
غربان السويد تلتقط أعقاب السجائر من الشوارع.. ماذا تفعل بها؟