على طريقة أفلام الخيال العلمي التي تُصوّر الأشجار على أن لها عقل يتحكم في تصرفاتها، تتبع بعض الأشجار سلوك غريب في نموها متباعدة عن بعضها البعض، في شكل قد يثير اندهاش الكثيرين من القدرة التنظيمية الغريبة لهذه النباتات في الحفاظ على مساحة مستقلة بذاتها تُعرف بظاهرة “خجل التاج”.
الظاهرة التي شبهها البعض بالتباعد الاجتماعي الذي يفرضه البشر على أنفسهم، تتضح في تحكم الأشجار بوقف نمو فروعها لتجنب ملامسة جيرانها من الأشجار الأخرى.
ظاهرة قديمة!
عكف العلماء لسنوات عديدة على دراسة هذه الظاهرة وتوصلوا إلى أنها ظاهرة ليست جديدة، واتبعتها عدة أشجار على مر العصور، ولكنهم عجزوا عن التوصل لأي سبب يفسر هذا التصرف الغريب للأشجار.
ولكن في نفس الوقت هناك معلومات بسيطة عن هذه الظاهرة مثل انتشارها بشكل أكبر في أنواع بعينها من الأشجار، مثل المانغروف السوداء، ورغم ندرة الظاهرة إلا أنها يمكن أن تحدث بين أشجار من نفس النوع أو بين أنواع مختلفة.
نظريات محتملة
رغم عجز العلماء عن التوصل لسبب الظاهرة إلا أن هنالك بعض التفسيرات والنظريات المحتملة التي قدمها العلماء في محاولة للوقوف على تصرفات هذه الأشجار، وأرجعوها إلى كونها وسيلة لتجنب حجب ضوء الشمس الذي يكون نادر الوصول للمنطقة السُفلية من الأشجار إذا تداخلت فروعها، مما يعني انها ظاهرة تهدف لضمان وصول التغذية للأجزاء المنخفضة.
التفسير الآخر لظاهرة “خجل التاج” يتمحور حول استخدام هذا السلوك لمنع انتشار الحشرات التي تتغذى على أوراق الأشجار وفروعها، إذ تتسبب هذه الحشرات في أضرار جسيمة للأشجار على المدى الطويل، وربما تمنع هذه الوسيلة تنقل الحشرات من شجرة لأخرى، كما يحدث في التباعد الاجتماعي بين البشر.
وتفترض النظرية الأخيرة أن الأشجار خلال فترات الرياح القوية تُكيف نفسها على مد أغصانها بطريقة تتجنب الاتصال بالفروع الأخرى، من أجل تقليل الأضرار الناجمة عن الرياح، وما ساعد على دعم هذه النظرية هو شيوع هذه الظاهرة في المناطق ذات الرياح القوية، حتى أن الفجوات بين الفروع تميل إلى أن تكون أكبر في الأشجار التي تنمو في المناطق العاصفة مقارنة بالأشجار التي تنمو في بيئات أكثر هدوءًا.
وفيما تبدو النظريات السابقة مقبولة إلا أنه لم يتم اعتماد أي منها، كسبب رئيسي لـ “خجل التاج”، و فيما عدا ذلك فإن الظاهرة على المستوى الجمالي تُشكل أنماطًا رائعة مثل الشقوق في السماء، قد تكون فرصة للتأمل فيها.
هل تعيش بعض أنواع السمك في صحراء المملكة؟
أهم أخبار العالم اليوم: روسيا تعلن سيطرة قواتها على بلدة سوليدار وتسلا تُمدد تخفيضات الأسعار
رونالدو بملابس علاء الدين.. ما حقيقة الصورة وهل كانت في السعودية؟
