القهوة والبروتين، عنصران غذائيان أساسيان، يجمعان بين فوائد متعددة للجسم والعقل، حيث تعزز القهوة، بما تحتويه من مضادات أكسدة، من مقاومة الإجهاد التأكسدي المرتبط بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، أما البروتين، فيؤدي دورًا محوريًا في بناء الأنسجة، وترميمها، والحفاظ عليها، بجانب دوره في إنتاج الإنزيمات والهرمونات اللازمة لوظائف الجسم الحيوية. ولكن هل يمكن أن يكون الجمع بينهما خيارًا صحيًا يزيد من فعالية كليهما؟
فوائد تناول القهوة مع البروتين
عند دمج البروتين مع القهوة، يمكن تحسين الأداء البدني بفعالية، حيث يعمل البروتين على تعزيز نمو العضلات واستشفائها بعد التمارين، ويحتاج البالغون النشطون إلى كمية يومية من البروتين تتراوح بين 1.4 و2.0 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم. في المقابل، يُعرف الكافيين الموجود في القهوة بدوره في تحسين قدرة التحمل الهوائي وتقوية تقلص العضلات وتأخير شعور الإرهاق أثناء التمارين.
كذلك فإن تناول القهوة مع وجبة غنية بالبروتين قد يدعم فقدان الوزن من خلال آليتين رئيسيتين، فالبروتين يُشعر بالشبع لفترة أطول من خلال تنظيم هرمونات الشهية مثل «GLP-1» و«كوليسيستوكينين»، ويُقلل من الهرمونات المحفزة للجوع مثل «جريلين». أما القهوة، فتحتوي على حمض الكلوروجينيك، الذي يعزز حرق الدهون ويزيد من استهلاك الطاقة.
كما يعزز الكافيين من اليقظة وسرعة الاستجابة العقلية عبر تثبيط مستقبلات الأدينوزين المسؤولة عن الشعور بالنعاس. في الوقت نفسه، يدعم البروتين إنتاج الناقلات العصبية التي تضمن سلامة التواصل بين خلايا المخ، مما قد يقلل من خطر التدهور العقلي مع التقدم في العمر.
أفضل وقت لتناول القهوة والبروتين
يتأثر توقيت تناول القهوة والبروتين بنمط الحياة والنشاط اليومي، لكن يُفضل تناول القهوة في الصباح أو فترة الظهيرة لتجنب تأثيرها السلبي على النوم. بالنسبة للرياضيين، فإن تناول الكافيين قبل ساعة من التمارين يعزز الأداء، بينما يُوصى بتوزيع استهلاك البروتين على مدار اليوم لضمان استيفاء احتياجات الجسم منه.
مصادر غنية بالبروتين
لتتناسب مع كوب القهوة الصباحي، يمكن اختيار مصادر بروتينية سهلة التحضير، مثل الجبن القريش الذي يحتوي على 24 جرامًا لكل كوب، والزبادي اليوناني الذي يحتوي على 20 جرامًا من البروتين لكل 200 جرام، أما البيضة فتحتوي على 6 جرامات، فيما يحتوي السلمون على 17 جرامًا في شريحة يصل وزنها إلى 85 جرامًا.
كذلك فإنه يمكن إضافة مسحوق البروتين مباشرة إلى القهوة، سواء كان من مصل الحليب أو بروتين الصويا أو البازلاء، ومع ذلك، قد يتسبب مسحوق البروتين في تكتل القهوة الساخنة، ولتجنب ذلك، يُنصح باستخدام جهاز خفق الحليب أو تبريد القهوة قبل إضافة المسحوق.
تحذير
ورغم تلك الفوائد المتعددة كلها، فإن هناك بعض الجوانب السلبية، حيث إن القهوة قد تعيق امتصاص المعادن، خاصة الحديد، مما يؤثر على مخزون الجسم منه، كما أن بعض مساحيق البروتين قد تحتوي على ملوثات معدنية ضارة، لذا يجب اختيار المنتجات الموثوقة التي خضعت لاختبارات الجودة. ومع ذلك فإن الجمع بين القهوة والبروتين قد يكون خيارًا صحيًا يعزز الأداء البدني، ويدعم إدارة الوزن، ويحسن الوظائف الإدراكية، لكن يجب الانتباه لبعض المحاذير مثل تقليل امتصاص المعادن وخطر الملوثات في مساحيق البروتين.