تم تصوير الجهاز الليمفاوي في الدماغ البشري، والذي يلعب دورًا فعالًا في إزالة السموم، لدى الأشخاص الأحياء من خلال تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي. ويشير هذا الاكتشاف إلى تدابير وقائية محتملة لمرض الزهايمر.
أكدت دراسة أجريت على خمسة متطوعين خضعوا لعملية جراحية وجود قنوات قد تساعد في تصريف الفضلات من المخ.
وتسلط النتائج الضوء على أهمية الأبحاث الجارية لتعزيز عمل نظام إزالة النفايات هذا، والذي يسمى النظام الغليمفاوي.
دور الجهاز الليمفاوي
يلعب الجهاز الليمفاوي، على الرغم من أنه أقل شهرة من الأوعية الدموية، دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحتنا.
تعمل هذه الشبكة من الأوعية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم على إزالة الخلايا الميتة والنفايات الأخرى من مجرى الدم، بينما تساعد أيضًا في نقل الخلايا المناعية التي تقاوم العدوى.
لسنوات عديدة، اعتقد العلماء أن الجهاز الليمفاوي لا يمتد إلى المخ. ومع ذلك، على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك، اكتشف الباحثون شبكة من الأوعية الدموية في أدمغة الفئران تحتوي على السائل النخاعي.
ويبدو أن هذه الأوعية تتصل بالجهاز الليمفاوي، مما يساعد على إزالة السموم من أنسجة المخ.
تشير الدراسات إلى أن الضرر الذي يلحق بشبكة إزالة النفايات في الدماغ، المعروفة باسم النظام الغليمفاوي، بسبب الشيخوخة أو الإصابة الجسدية، قد يكون مرتبطًا بتطور مرض الزهايمر واضطرابات معرفية أخرى.
مراقبة الجهاز الليمفاوي أثناء عمله
وقد لاحظ الباحثون عمل الجهاز الليمفاوي في الوقت الحقيقي لدى الفئران.
وقد توصلت الدراسات التي أجريت باستخدام عينات من أدمغة البشر بعد الوفاة إلى تلميحات عن وجود مثل هذه الأوعية.
ولكن حتى الآن، لم يتم تأكيد وجود جهاز لمفاوي فعال لدى البشر الأحياء.
في دراسة جديدة، ممولة جزئيًا من قبل المعاهد الوطنية للصحة، قام باحثون بقيادة الدكتور خوان بيانتينو من جامعة أوريغون للصحة والعلوم بتجنيد خمسة متطوعين كانوا بحاجة إلى جراحة لإزالة ورم في المخ.
أثناء هذه الجراحة، تلقى المتطوعون حقنة من صبغة تسمى الغادولينيوم في سائل النخاع الشوكي لديهم، ثم خضعوا لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لتتبع مرور الصبغة إلى المخ.
نُشرت نتائج الدراسة مؤخرًا في وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
خضع أحد المتطوعين لتصوير بالرنين المغناطيسي باستخدام تقنية تسمى T2/FLAIR بعد 12 و24 ساعة من الجراحة، وخضع الأربعة الآخرون لتصوير T2/FLAIR بعد 24 و48 ساعة من الجراحة.
وأظهرت الفحوصات أن السائل النخاعي الشوكي يتدفق إلى المخ عبر قنوات مميزة ـ على طول الفراغات المحيطة بالأوعية الدموية، وهي الفراغات المملوءة بالسوائل التي تمتد على طول الأوعية الدموية في المخ.
وتتطابق هذه النتائج مع نتائج التصوير السابقة التي شوهدت لدى الفئران.
كما يمكن رؤية الصبغة تتحرك من هذه الفراغات إلى الأنسجة الوظيفية في المخ.
يقول بيانتينو: “يُظهِر هذا أن السائل النخاعي لا يصل إلى المخ بشكل عشوائي، كما لو وضعت إسفنجة في دلو من الماء. بل يمر عبر هذه القنوات”.
الدعم المحتمل للجهاز الليمفاوي من خلال النوم
وقد أشارت دراسات أخرى إلى أن الجهاز الليمفاوي قد يكون أكثر نشاطًا أثناء النوم. وتدعم هذه النتائج الجديدة أهمية الجهود المبذولة لتعزيز أو إصلاح الجهاز اللمفاوي، مثل تحسين جودة النوم للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر وغيره من أشكال الخرف.