logo alelm
هكذا يكون المال سببًا في السعادة

هل يشتري المال السعادة؟.. لطالما أثار هذا السؤال حيرة الكثيرين، ولكن أحد الأطباء يقول إن هناك طريقة نادرًا ما ينتبه إليها الناس لاستخدام المال، لكنها الأكثر تأثيرًا في جعل حياتنا أكثر بهجة. ويؤكد أن هذه الوسيلة لا تتطلب ثروة ضخمة، بل يمكن لأي شخص تطبيقها مهما كانت ميزانيته محدودة.

ويرى الدكتور جوردان جروميت، وهو طبيب متخصص في رعاية من هم على مشارف نهاية حياتهم ومؤلف كتاب شفرة الهدف، أن الإجابة على سؤال يربط بين المال وتحقيق السعادة ليست حاسمة. فبحسب تجربته المباشرة مع المرضى من مختلف الطبقات، لا توجد علاقة ثابتة بين مقدار ما يملكه المرء من مال وبين مستوى رضاه عن حياته.

ويقول جروميت لشبكة CNBC: “رأيت أشخاصًا يعيشون برغدٍ مادي لكنهم تعساء، وفي المقابل شاهدت آخرين يملكون القليل لكنهم غارقون في السعادة”. ومع ذلك، لاحظ جروميت قاسمًا مشتركًا لدى أولئك الذين وصفهم بأنهم “الأكثر سعادة” ممن رافقهم في رحلتهم الأخيرة. وقد كتب عن ذلك في سايكولوجي توداي، حيث وصفه بأنه “الاستخدام الأكثر إهمالًا والأكثر قوةً للمال”.

الاستخدام الأفضل للمال.. الاستثمار في الذات

يرى جروميت إن الإنفاق الأجدى الذي يمكن أن يحقق سعادة طويلة الأمد هو ذلك الذي يوجّه نحو تطوير الذات. فالإنسان الذي يسعى ليكون النسخة الأفضل من نفسه لا يعيش نادمًا، بل يكرّس وقته وجهده وماله ليحقق ما يتوافق مع طموحاته وقيمه. ويوضح: “حين نضع المال في خدمة أهدافنا الشخصية، فإننا نشتري شيئًا يتجاوز المتعة اللحظية؛ نحن نستثمر في معنى أعمق لحياتنا”.

وأشار إلى الأمثلة على هذا النوع من الإنفاق عديدة، مثل دفع أتعاب مدرب يساعدك على تنمية مهاراتك الكتابية، أو شراء حذاء مخصص للجري لأنك تحب هذه الرياضة. ويؤكد جروميت أن مثل هذا الاستثمار لا يمنح السعادة فحسب، بل يفتح الباب لبناء علاقات إنسانية غنية. فبحسب دراسة طويلة الأمد أجرتها جامعة هارفارد، فإن العلاقات القوية والوثيقة هي العامل الأبرز في تعزيز الشعور بالسعادة. ويضيف: “عندما تستثمر في نفسك، تميل لأن تكون أكثر تواصلًا مع الآخرين، وتصبح جزءًا من مجتمع له غاية ومعنى”.

ويشدد جروميت على أن هذا النوع من الإنفاق لا يحتاج بالضرورة إلى ميزانية ضخمة. فإذا كنت تحلم بأن تكون مستكشفًا، يمكنك حجز رحلة كبيرة بتكلفة عالية، لكنك في الوقت نفسه تستطيع أن تبدأ بخطوات أبسط مثل الانضمام إلى نادٍ محلي للتنزه أو المشاركة في جولات داخل مدينتك. فحتى إنفاق مبالغ بسيطة على ما يضيف قيمة حقيقية إلى حياتك، كفيل بمنحك شعورًا عميقًا بالرضا.

أنماط إنفاق لا توفر سعادة طويلة الأمد

إلى جانب هذا الاستخدام الأمثل للمال، يشير جروميت إلى طريقتين شائعتين في الإنفاق قد تمنحان لحظات من المتعة، لكن تأثيرهما لا يدوم:

الاستثمار في التجارب

يمكن أن تمنحنا الرحلات، المناسبات، أو الأنشطة المختلفة لحظات مميزة وذكريات ممتعة. فمثلاً، مجرد التخطيط لرحلة يولّد شعورًا بالحماس، وخلالها نستمتع كثيرًا، ثم تبقى لدينا الذكريات بعد انتهائها. لكن هذه السعادة محدودة؛ فمع الوقت ندخل فيما يسميه جروميت “المطحنة اللذيّة” حيث نصبح بحاجة دائمة لتجارب جديدة كي نحافظ على نفس مستوى الحماس. فالسفر لأول مرة إلى أوروبا يثير مشاعر غامرة، لكن تكرار الرحلة يقلل من جاذبيتها شيئًا فشيئًا.

الإنفاق على الأشياء

لا غنى عن شراء الضروريات كالغذاء والماء. لكن عند الحديث عن الكماليات كالملابس أو المجوهرات، فإن الإحساس بالسعادة بعد الشراء يزول سريعًا. يصف جروميت هذا النوع من الإنفاق بأنه “الأرخص”، لأنه لا يترك أثرًا دائمًا. وتمامًا مثل التجارب، فإن شراء الأشياء قد يؤدي إلى البحث المستمر عن دفعة جديدة من السعادة التي سرعان ما تتبخر. ومع ذلك، هناك استثناء مهم: شراء الهدايا للآخرين. ففي هذه الحالة، فإن رؤية فرحتهم تمنح شعورًا أعمق وأطول أمدًا من الفرح الشخصي.

اقرأ أيضًا:

الاستدامة المالية للمسنين.. ما الدول التي تقدم أفضل برامج التقاعد حول العالم؟

القوائم المالية.. ماذا تعني وما الهدف من إيداعها؟

ما هي الأصول المالية؟

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك|كيف يستخدم الأشخاصChatGPT؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| سيولة الاقتصاد السعودي خلال عِقد