هل يمكن أن يكون الحل لأزمة المياه في الصحراء قطعة هلامية تشرب الهواء؟ أو أن تكمن الطريقة لهزيمة الأعشاب الطفيلية في خداعها لتقتل نفسها؟
وسط عالم يموج بالمشكلات البيئية والصحية والغذائية، تظهر ابتكارات غريبة لدرجة تجعلنا نتساءل: هل هذه مجرد أفكار مجنونة، أم خطوات أولى نحو إنقاذ الكوكب؟
في زمن يتسارع فيه استنزاف الموارد، ويزداد فيه الضغط على الطبيعة، لم تعد الحلول التقليدية كافية. من هنا، يطل جيل جديد من العلماء والمبتكرين، يجرّبون ما كان قبل عقود يبدو ضرباً من الخيال.
في جامعة هاواي، يعمل فريق علمي على الطباعة البيولوجية ثلاثية الأبعاد، باستخدام «أحبار حيوية» مشتقة من الخلايا الجذعية البشرية. وذلك لإنتاج أنسجة جلدية تعوّض الحروق أو تلف الجلد نتيجة المواد الكيميائية أو البكتيريا المقاومة للمضادات.
هذه التقنية لا تَعِد فقط بإنقاذ حياة الجنود والمدنيين، بل قد تُحدث ثورة في الاختبارات الطبية عبر الاستغناء عن تجارب الحيوانات.
في إفريقيا جنوب الصحراء، تشكّل الأعشاب الطفيلية خطرًا على الأمن الغذائي، إذ تلتهم محاصيل بأكملها. لذا ابتكر علماء من جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، طريقة لخداع هذه النباتات بإطلاق هرمونات تحفيز النمو في توقيت غير مناسب، فتُستنزَف وتموت قبل أن تمتص غذاء المحاصيل.
حلّ بسيط في فكرته، لكنه قد يحمي ملايين الأطنان من الغذاء سنويًا.
آلام الركبة، التي تصيب ربع سكان العالم، غالبًا ما تحتاج إلى فحوص معقدة. لكن فريقًا من العلماء صمّم فيلمًا رقيقًا مزوّدًا بالذكاء الاصطناعي يُثبت على الركبة لقراءة القوى المؤثرة في أثناء الحركة اليومية.
أداة رخيصة وسهلة الاستخدام، وقد تساعد الأطباء على التدخل المبكر قبل تفاقم الإصابة.
هل يمكن استخراج الماء من هواء الصحراء؟
في جامعة تكساس، طُوّر جِل رخيص الثمن قادر على امتصاص الرطوبة من حتى أكثر الأجواء جفافًا.
كل رطل من هذا الجِل يمكن أن ينتج نحو 3 إلى 6 لترات من الماء يوميًا. في عالم يعيش فيه ثلث البشر في مناطق جافة، يمكن لهذا الابتكار أن يغير قواعد اللعبة.
بدمج مواد هلامية ماصة للماء والأسمدة، توصّل باحثون إلى تربة ذكية تسقي نفسها وتغذي النباتات تدريجيًا. ما يؤدي إلى نمو نباتات أكبر بنسبة 138% مع استهلاك أقل للمياه بنحو 40%.
في ظل أن الزراعة تستهلك 70% من المياه العذبة عالميًا، يصبح لهذا الابتكار وزن استراتيجي.
شركة ABB السويسرية طوّرت نظام دفع بحري مستوحى من حركة ذيل الحوت، يستهلك طاقة أقل بنسبة 22%.
إذا طُبّق على نطاق واسع، يمكن أن يساهم في تقليل انبعاثات القطاع البحري إلى النصف بحلول 2050.
في كاليفورنيا، يُستخدم أكثر من 130 «هاضمًا» حيويًا لتغطية أحواض روث الأبقار، ما يمنع انبعاث الميثان -غاز أقوى بـ80 مرة من ثاني أكسيد الكربون- ويحوّله إلى وقود نظيف للشاحنات.
هكذا يتحوّل مصدر للتلوث إلى طاقة بديلة.
مشروع Android Earthquake Alerts يستخدم حساسات ملايين الهواتف العاملة بنظام أندرويد للكشف عن الاهتزازات الأرضية.
خلال ثلاث سنوات، سجّل النظام أكثر من 300 زلزال شهريًا وأرسل نحو 18 مليون تنبيه. لا تزال دقة التوقيت قيد التحسين، لكنها بداية لشبكة إنذار مبكر عالمية.
من جامعة هارفارد خرجت تقنية Trellis Air، وهي غشاء فائق الرقة (15 ميكرون) قادر على تبريد الهواء وإزالة الرطوبة بكفاءة عالية وبدون الكم الهائل من الانبعاثات الناتجة عن التكييف التقليدي.
في ظل توقع زيادة الطلب على التبريد 40% بحلول 2030، يمثل هذا اختراقًا بيئيًا.
ابتكر علماء قلمًا مغناطيسيًا مطبوعًا ثلاثي الأبعاد يرصد اهتزازات اليد ويحللها بالذكاء الاصطناعي لاكتشاف مرض باركنسون بنسبة دقة تفوق 96%.
لا يكتب القلم على الورق، بل على مستقبلات حساسة تسجل الحركة. تكلفة إنتاجه المنخفضة تفتح الباب أمام التشخيص المبكر في مناطق نائية.