أعلن فريق من علماء الفلك عن اكتشاف كوكب خارجي غريب الشكل يشبه حبة الليمون، في واحد من أكثر الاكتشافات إثارة للدهشة في دراسات الكواكب خارج المجموعة الشمسية حتى الآن.
يدور هذا الكوكب، المسمى PSR J2322-2650b، حول نجم نابض (بولسار) يبعد نحو 1,200 سنة ضوئية عن الأرض، وقد كشف تلسكوب جيمس ويب الفضائي تفاصيل غير مسبوقة عن شكله وتركيب غلافه الجوي.
يصف العلماء الكوكب بأنه الأكثر "استطالة" الذي رُصد حتى الآن؛ إذ يبلغ قطره عند خط الاستواء أكبر بنحو 38% من قطره عند القطبين، ما يمنحه مظهراً يشبه الليمونة أو الكرة المطاطة المشدودة.
يعود هذا التشوه إلى قوى المد والجزر الهائلة الناتجة عن الجاذبية القوية للنجم النابض الذي يدور حوله الكوكب على مسافة تقارب مليون ميل فقط، ليكمل دورة كاملة حول نجمه في نحو 7.8 ساعات أرضية لا غير.
هذه المسافة القريبة تجعل جاذبية النجم تسحب الكوكب وتطيله باستمرار بدلاً من أن يبقى كروياً كما هو الحال في معظم الكواكب المعروفة.
إلى جانب شكله غير المسبوق، أظهرت القياسات الطيفية التي التقطها تلسكوب جيمس ويب أن الغلاف الجوي للكوكب غني بشكل غير عادي بجزيئات الكربون، في حين تكاد تغيب عنه مركبات يتوقعها العلماء عادة في مثل هذه العوالم، مثل الماء والميثان وثاني أكسيد الكربون، فضلاً عن نقص واضح في الأكسجين والنيتروجين.
يقترح فريق الباحثين أن هذه التركيبة الشاذة ربما ترتبط بعمليات بلورة تحدث في باطن الكوكب: إذ قد تتبلور خليطيات الكربون والأكسجين في الداخل مع برودة الكوكب تدريجياً، فتصعد بلورات الكربون النقي إلى الأعلى وتمتزج بالهيليوم، لتشكّل غلافاً جوياً تهيمن عليه مركبات الكربون.
مع ذلك، يعترف العلماء بأن هذا التفسير لا يزال غير مكتمل؛ إذ يبقى السؤال قائماً: لماذا لا تختلط كميات أكبر من الأكسجين والنيتروجين بالغلاف الجوي كما هو متوقع؟.
ويرى الباحث البارز روجر روماني من جامعة ستانفورد أن الكوكب يمثل "لغزاً رائعاً" يتيح فرصة نادرة لاختبار نماذج تشكل الكواكب وتطورها تحت ظروف قصوى من الجاذبية والإشعاع.
ويؤكد أن دراسة هذا العالم المشوه يمكن أن تساعد على فهم أفضل لكيفية تشكل الكواكب حول النجوم الميتة، وكذلك حدود تنوع الكواكب الممكنة في الكون.










