في واقعة مأساوية شهدتها الأجواء يوم أمس الخميس، ودّع قطاع الطيران السعودي أحد أبنائه، ليسدل القدر الستار على المسيرة المهنية لمدير المقصورة محسن الزهراني خلال رحلة عمله الأخيرة.
وخلال لحظات تحولت الرحلة رقم SV119، التي انطلقت من جدة متجهة إلى لندن، إلى محطة أخيرة في حياة الطيار السعودي، الذي تعرض لأزمة صحية طارئة أثناء تحليق الطائرة، مما استدعى هبوطًا اضطراريًا في القاهرة في محاولة يائسة لإنقاذه.
في الوقت الذي كانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية السعودية تشق طريقها نحو وجهتها النهائية، تعرض مدير المقصورة محسن الزهراني لوعكة صحية مفاجئة. وعلى ارتفاع آلاف الأقدام، سارع زملاؤه في طاقم الطائرة، إلى جانب عدد من الركاب الذين يحملون تصاريح طبية، لتقديم الإسعافات الأولية في محاولة لإنقاذه، بحسب بيان رسمي نشرته الخطوط الجوية السعودية عبر حسابها الرسمي على منصة X.
وفي مواجهة هذا الظرف الطارئ، اتخذ قائد الطائرة القرار الحاسم والصعب بتغيير مسار الرحلة والتوجه إلى أقرب مطار، وهو مطار القاهرة الدولي، على أمل الوصول في الوقت المناسب لإنقاذ حياة زميلهم محسن الزهراني.
على الرغم من كل الجهود المبذولة، إلا أن محاولات إنقاذ الزهراني لم تفلح، فقبل أن تلامس عجلات الطائرة أرض مطار القاهرة، كان مدير المقصورة محسن الزهراني قد فارق الحياة. وبعد هبوط الطائرة بسلام، صعد فريق طبي إلى متنها ليؤكد وقوع الوفاة.
ونعت الخطوط الجوية السعودية في بيانها الرسمي، الطيار السعودي، وأشادت بمسيرته المهنية، واصفة محسن الزهراني بأنه كان نموذجًا يحتذى به في التفاني والانضباط والأخلاق الرفيعة، وأحد الكفاءات التي تفخر بها الشركة. كما تقدمت الشركة بالشكر لطاقم الرحلة على شجاعتهم واحترافيتهم، وللركاب على تفهمهم، مؤكدة أنها تعمل بالتنسيق مع السفارة السعودية في القاهرة لاستكمال الإجراءات اللازمة، مع التزامها الكامل بتقديم كل الدعم لأسرة الراحل محسن الزهراني.ِ