يونيو ٢٧, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
صفقة بالمليارات.. كواليس التحركات الدبلوماسية لإحياء المحادثات مع طهران

في الوقت الذي لا تزال فيه أصداء المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل تتردد في المنطقة، تجري خلف الأبواب المغلقة واحدة من أكثر جولات الدبلوماسية السرية كثافة، حيث تقود إدارة الرئيس ترامب محاولة حثيثة لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات.

وبعيدًا عن لغة التهديدات والتصعيد، كشفت مصادر مطلعة نقلت عنها شبكة CNN أن هناك حزمة من المقترحات الطموحة التي تُتَدَاوَل في قنوات خلفية، هدفها النهائي هو استئناف المحادثات مع إيران والتوصل إلى اتفاق شامل يضمن تحويل الهدنة الهشة إلى سلام دائم. هذه الجهود، التي استمرت حتى بعد اندلاع المواجهات العسكرية، تكشف عن استراتيجية أمريكية ذات مسارين: الأول يعتمد على الضغط العسكري، والثاني يفتح الباب أمام حوافز اقتصادية وسياسية غير مسبوقة.

حوافز بمليارات الدولارات مقابل شرط واحد

يكمن جوهر العرض الأمريكي المقترح في معادلة واضحة، تقديم حوافز ضخمة مقابل مطلب واحد غير قابل للتفاوض. فمن أجل إقناع طهران بالعودة إلى المحادثات مع إيران، طرحت واشنطن أفكارًا مبتكرة، أبرزها إمكانية المساعدة في إنشاء برنامج نووي إيراني جديد بالكامل للأغراض السلمية، باستثمار يتراوح بين 20 و30 مليار دولار. وتشير المصادر إلى أن الولايات المتحدة تفضل أن يتحمل شركاؤها العرب تكلفة هذا المشروع، الذي يهدف إلى توفير بديل لإيران عن برنامجها الحالي القائم على تخصيب اليورانيوم.

إلى جانب ذلك، تشمل حزمة الإغراءات إمكانية رفع بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، وتحرير ما يصل إلى 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في حسابات مصرفية أجنبية. لكن كل هذه الحوافز تأتي مشروطة بتخلي إيران الكامل عن تخصيب اليورانيوم، وهو الشرط الذي لطالما شكل النقطة الجوهرية في الخلاف وأعاق تقدم أي مفاوضات نووية سابقة.

دور الوسطاء في إدارة المحادثات مع إيران

تتم إدارة هذه التحركات الدبلوماسية المعقدة عبر شبكة من القنوات السرية والوسطاء الإقليميين. يقود المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، هذه الجهود، حيث عقد اجتماعات سرية في البيت الأبيض مع شركاء خليجيين لمناقشة تفاصيل المقترحات حتى قبل يوم واحد من الضربات العسكرية الأمريكية ضد إيران. هذا التحرك السري يسلط الضوء على رغبة واشنطن في إبقاء خيارات الحوار مفتوحة.

وتلعب دولة قطر دورًا محوريًا كوسيط رئيسي، حيث لم يقتصر دورها على التوسط للتوصل إلى وقف إطلاق النار، بل امتد ليشمل نقل الرسائل وتسهيل المحادثات مع إيران بشكل غير مباشر. ومع ذلك، تشدد شخصيات بارزة في الإدارة الأمريكية، مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، على أن أي اتفاق نهائي يجب أن يعتمد على استعداد إيران للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، وليس عبر وسطاء

مستقبل المفاوضات النووية

تسببت الرسائل المتناقضة الصادرة عن واشنطن في تعقيد المشهد، فبينما يعلن الرئيس ترامب عن اجتماع مرتقب مع الإيرانيين الأسبوع المقبل، وهو ما تنفي طهران علمها به، يعود ويقلل علنًا من أهمية التوصل إلى اتفاق نووي. هذا التباين بين التفاؤل الحذر الذي يبديه الدبلوماسيون مثل ويتكوف، واللامبالاة التي يظهرها الرئيس، يخلق حالة من عدم اليقين حول جدية الإدارة في المضي قدمًا في المفاوضات النووية.

في النهاية، يبقى نجاح هذه الجهود الدبلوماسية مرهونًا بالقدرة على سد الفجوة بين المطالب الأمريكية الصارمة والموقف الإيراني المتمسك بحقه في التخصيب. ومن المقرر أن تكون الأيام والأسابيع المقبلة حاسمة لتحديد ما إذا كانت لغة الحوافز والمقترحات الضخمة قادرة على إنجاح المحادثات مع إيران، أم أن المنطقة ستعود مرة أخرى إلى حافة الهاوية.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

هل اقتربت سامسونغ من إطلاق أول هاتف ثلاثي الطي؟

المقالة التالية

إنفوجرافيك| الدول التي لديها أقل عدد من الأطفال عالميًا