تُعد الحشرات أكثر الكائنات شيوعًا على كوكب الأرض، إذ تمثل أكثر من نصف عدد أنواع الحيوانات المعروفة.
وتمتاز هذه الكائنات الصغيرة بهيكل خارجي صلب، وستة أرجل مفصلية، وزوج من قرون الاستشعار، وجسم مقسوم إلى ثلاثة أجزاء: الرأس، الصدر، والبطن.
يُقدّر أن هناك حوالي 1.4 مليار حشرة مقابل كل إنسان على الكوكب، وتفوق كتلتها مجتمعة وزن البشرية بنحو 70 مرة. وهي موجودة في جميع القارات، وتعيش في بيئات متنوعة، من الصحاري الحارّة إلى جداول الجبال المتجمّدة، وحتى في المياه المالحة والعذبة، رغم أن 97% منها تعيش على اليابسة.
تم توثيق أكثر من مليون نوع من الحشرات حتى الآن، لكن العلماء يقدّرون وجود ما يصل إلى 30 مليون نوع لم يُكتشف بعد.
تُعد الحشرات اللافقاريات الوحيدة التي تمتلك أجنحة، وغالبًا ما تملك زوجين منها، رغم أن بعض الأنواع (كالبراغيث والنمل) لا تمتلك أجنحة.
بعض الطفيليات تسيطر على أدمغة الحشرات وتحولها إلى “زومبي” حقيقي.
العديد من الحشرات يمارس الافتراس الذاتي، مثل أنثى فرس النبي التي قد تلتهم الذكر أثناء التزاوج أو بعده.
النحل والفراشات تلعب دورًا رئيسيًا في تلقيح النباتات، لكن أعدادها تتراجع بسبب المبيدات الضارة.
لكل حشرة ستة أرجل، تتصل بمنطقة الصدر وتتحرك بواسطة عضلات داخلية. وتختلف وظائف الأرجل بحسب نوع الحشرة، فمثلًا:
الخنافس النمرية تمتاز بأرجل رشيقة وسريعة تساعدها على الجري.
الجراد لديه أرجل خلفية ضخمة تُستخدم للقفز.
فرس النبي يمتلك أرجلًا خاصة للإمساك بالفريسة بإحكام.
نعم، ولكن نظام الدورة الدموية لديها يختلف تمامًا عن الإنسان. فهي تمتلك جهازًا دوريًا مفتوحًا، ويجري سائل يُعرف بـ”الهيمولِمف” داخل الجسم دون أن يكون محصورًا بالأوردة والشرايين.
ويحتوي الجزء الخلفي من جسم الحشرة على أنبوب طويل يعمل كقلب، يضخ هذا السائل باتجاه الرأس، حيث يغمر الأعضاء مباشرة ويغذيها بالعناصر الضرورية.
كما يساهم الهيمولمف في الدفاع عن الجسم، وشفاء الجروح، وطرد المفترسات عن طريق إنتاج روائح كريهة.
لكن على عكس الدم البشري، لا يحمل الهيمولمف الأكسجين، فالحشرات تتنفس عبر فتحات خاصة تُسمى “الثغور التنفسية”.
نعم، الحشرات تنام، لكنها لا تملك جفونًا، لذا لا تغلق أعينها. تدخل في حالة من السكون، تخفّ فيها حركتها وتنخفض حرارتها. وقد أظهرت التجارب أن قلة النوم تؤثر على ذاكرتها وسلوكها.
فالنحل مثلًا يتذكر طريقه بشكل أفضل بعد ليلة نوم جيدة، وإذا لم ينم كفاية، تصبح حركات “رقصة الاهتزاز” التي يرشد بها أقرانه إلى الطعام غير دقيقة.
تشير دراسات حديثة إلى أن بعض الحشرات قد تشعر بالألم. ففي تجربة أجريت عام 2022، فضّل النحل تناول الماء السكري بدرجة حرارة الغرفة على الماء الحار، لكنه كان مستعدًا لتحمّل الحرارة إذا زادت مكافأته، وهو سلوك يشير إلى وعي بالإحساس.
كما أظهر تحليل لأكثر من 300 تجربة أن الذباب والبعوض والصراصير استوفت 6 معايير من معايير الإحساس بالألم، فيما استوفت النحل والدبابير والنمل 4 منها.
ورغم عدم اختبار جميع أنواع الحشرات، إلا أن هذه الأدلة تؤكد أن أدمغة الحشرات وسلوكها أكثر تعقيدًا مما كنا نظن.
