من الفهود إلى الشيتا وصولًا إلى القطط المنزلية مثل “الماو المصري”، تميز بقع القطط وأنماط الخطوط هذه الفصيلة. بعضها يمتلك خطوطًا، مثل النمور، والبعض الآخر كالأسود يفتقد لأي أنماط على فرائه. لكن كيف تحصل القطط على هذه البقع أو الخطوط تحديدًا؟
اكتشف العلماء أن جينًا يُعرف باسم Taqpep يلعب دورًا مهمًا في تحديد أنماط فراء القطط. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Science عام 2012، القطط التي لديها نسختان سليمتان من هذا الجين تكون مخططة. أما تلك التي تمتلك طفرات في كلا النسختين من الجين، فإن أنماط فرائها تتحول إلى بقع دائرية أو ملتفة تُعرف بالنمط الكلاسيكي لقطط “التابي”.
في الشيتا، التي تُعرف ببقعها السوداء المميزة، تُحوّل الطفرات في Taqpep البقع إلى شكل أكبر وأكثر التواءً، ما يُعرف بـ”الشيتا الملكي”، حيث تصطف البقع لتكوّن خطوطًا على طول العمود الفقري.
على الرغم من أن Taqpep يُعتبر أساسيًا، إلا أنه ليس الجين الوحيد الذي يؤثر على أنماط الفراء. يُساهم جين آخر يُدعى Dkk4 في تحديد حجم وعدد البقع.
قطط “أبيسينيان” تمتلك نسخة أو نسختين متحورتين من Dkk4، ما يُنتج نمطًا يبدو بلون صلب ولكن عند التدقيق يظهر على شكل بقع صغيرة متفرقة.
عند تهجين قط أبيسينيان مع قط بري من نوع “السرفال”، الذي يمتلك نسختين طبيعيتين من هذا الجين، يرث بعض النسل نسخة طبيعية ونسخة متحورة من Dkk4. تظهر على هذا النسل بقع أكبر وأقل كثافة من بقع الأبيسينيان، لكنها أصغر وأكثر كثافة من بقع السرفال. هذا يُعد مثالًا واضحًا على كيفية تأثير Dkk4 على حجم وعدد البقع.
رغم دور Taqpep وDkk4 في تعديل البقع والخطوط، إلا أنهما لا يحددان بمفردهما إذا ما كان القط يمتلك بقعًا أم خطوطًا من الأساس. على سبيل المثال:
هذا يعني وجود جين ثالث غير معروف حتى الآن قد يكون المسؤول عن تحويل الخطوط إلى بقع. في القطط المنزلية، أظهرت أبحاث البروفيسور إيزيريك أن القطط المخططة قد تُنجب نسلًا مرقطًا، ما يؤكد وجود دور لجينات أخرى غير مكتشفة.
لا يزال العلماء يكتشفون أسرار الجينات التي تُشكل أنماط فراء القطط، حيث يلعب كل من Taqpep وDkk4 دورًا مهمًا في تعديل حجم البقع والخطوط. ومع ذلك، يبقى السؤال الأكبر: ما هو الجين الذي يتحكم في تشكيل البقع أو الخطوط من البداية؟ العلم مستمر في البحث ليكشف مزيدًا من الأسرار حول هذه المخلوقات المذهلة.