logo alelm
صواريخ باتريوت.. سلاح ردع تسعى ألمانيا لشرائه لصالح كييف

أعلنت ألمانيا، اليوم الجمعة، أنها تجري محادثات مكثفة لشراء أنظمة دفاع جوي أمريكية وهي صواريخ باتريوت لصالح أوكرانيا. وذلك في ظل تصاعد الهجمات الروسية التي وصفت بأنها الأعنف منذ بداية الحرب في 2022.

ويأتي هذا الاهتمام الألماني في الوقت الذي أوقفت فيه الولايات المتحدة بعض شحنات صواريخ باتريوت المباشرة بسبب انخفاض مخزوناتها، وفي ظل تصاعد مخاوف كييف من إضعاف قدراتها. وبحسب ما قالة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فإن ألمانيا أرسلت ثلاثة من الأنظمة الأميركية الصنع من مخزوناتها العسكرية إلى أوكرانيا، كما أطلق وزير الدفاع بوريس بيستوريوس الشهر الماضي مبادرة لملاحقة المزيد منها في مجموعة رامشتاين التي تضم نحو 50 دولة.ومن المقرر أن يتوجه وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إلى واشنطن في وقت لاحق من هذا الشهر لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكي بشأن شراء صواريخ باتريوت.

وتسعة ألمانيا وهي ثاني أكبر مانح لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، إلى القيام بدور قيادي أكبر في ضمان الدعم لكييف بعد أن أصبح الدعم الأميركي موضع تساؤل في عهد ترامب الذي يعاني من ضغوط داخلية لوقف تقديم المساعدة إلى كييف.

ما هي صواريخ باتريوت؟

إن نظام “باتريوت” أو MIM-104 Patriot، الذي يُعد العمود الفقري للدفاع الجوي للجيش الأمريكي والعديد من حلفائه، ليس مجرد سلاح، بل هو منظومة متكاملة تطورت على مدى عقود لتصبح واحدة من أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تقدمًا في العالم، وقادرة على مواجهة طيف واسع من التهديدات الجوية، من الطائرات وصواريخ كروز إلى الصواريخ الباليستية سريعة الحركة.

ويعود تطوير نظام صواريخ باتريوت إلى عام 1961، على يد قيادة الصواريخ بالجيش الأمريكي، ودخل الخدمة رسميًا في السبعينيات كنظام دفاع جوي. ورغم أنه صُمم في البداية كنظام مضاد للطائرات، إلا أن التحديثات المتلاحقة حولته إلى منصة دفاعية شاملة قادرة على الاشتباك مع الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

وتتألف بطارية باتريوت النموذجية من ستة مكونات رئيسية تعمل معًا بتناغم: مجموعة رادار متطورة لتتبع الأهداف، ومحطة تحكم في الاشتباك (وهي مركز القيادة والسيطرة)، ووحدة لتوليد الطاقة، بالإضافة إلى مركبات دعم أخرى، والعديد من منصات الإطلاق التي تحمل الصواريخ الاعتراضية، وهوائي عالي التردد. وتستخدم 18 دولة حول العالم حاليًا بطاريات باتريوت لحماية أجوائها، مما يدل على انتشارها الواسع وثقة الحلفاء بها.

مميزات نظام صواريخ باتريوت

يدعم نظام باتريوت حاليًا عائلتين رئيسيتين من الصواريخ الاعتراضية، تختلف كل منهما في التصميم والوظيفة. العائلة الأولى هي PAC-2 (Patriot Advanced Capability-2)، والتي تُعد تطورًا للصواريخ الأصلية. تم تحسين هذه الصواريخ من خلال تحديثات برمجية ورأس حربي متفجر محسن، مما منحها القدرة على الاشتباك بفعالية مع الصواريخ الباليستية.

وتستخدم هذه الصواريخ نظام توجيه يُعرف بـ Track-Via-Missile (TVM)، حيث يتم توجيه الصاروخ بالأوامر من المحطة الأرضية للاقتراب من الهدف، وفي المرحلة النهائية، يقوم الصاروخ بتتبع الهدف بشكل سلبي بناءً على إضاءة الرادار الأرضي له. وضمن هذه العائلة، تم تطوير نسخة محسنة في التسعينيات تُعرف بـ GEM-T، والتي تتميز بهيكل أخف، ووقود دفع أفضل، وتوجيه أكثر دقة.

وتمثل عائلة صواريخ PAC-3 ثورة حقيقية في مفهوم عمل بطاريات باتريوت. فهذه الصواريخ تختلف تمامًا في تصميمها وفلسفتها عن عائلة PAC-2. فبدلاً من استخدام رأس حربي متفجر لتدمير الهدف عبر الشظايا، تستخدم صواريخ PAC-3 تقنية “الصدم المباشر” (hit-to-kill)، حيث تعتمد على طاقة الحركة الناتجة عن الاصطدام المباشر بالهدف لتدميره بالكامل.

ولتحقيق هذه الدقة الفائقة والقدرة على المناورة ضد الأهداف الرشيقة، تتميز صواريخ PAC-3 بقطر أصغر وتصميم أكثر استجابة، بالإضافة إلى احتوائها على مجموعة من 180 محركًا صغيرًا للتحكم في الموقف تعمل بالوقود الصلب (ACM) مثبتة في مقدمتها.

وقد تم تطوير هذه العائلة لتشمل نسخًا أكثر تقدمًا. فصاروخ PAC-3 CRI هو نسخة مُعادة التصميم تسمح بوضع أربعة صواريخ في كل علبة إطلاق، مما يزيد من الكثافة النيرانية لكل منصة إطلاق. أما صاروخ PAC-3 MSE، فهو نسخة مطورة بمعزز صاروخي مزدوج النبضات وتحسينات أخرى، مما يسمح له بتغطية منطقة دفاعية أكبر بكثير، وهو ما يجعله الخيار الأمثل لمواجهة التهديدات المتقدمة.

الأهمية الاستراتيجية لـ صواريخ باتريوت 

تؤكد الجهود الحثيثة التي تبذلها ألمانيا لتأمين صواريخ باتريوت إضافية لصالح أوكرانيا، على الأهمية الاستراتيجية الفائقة لهذه المنظومة في الصراعات الحديثة. فقدرتها على تدمير الصواريخ الباليستية سريعة الحركة هي ما جعلت أوكرانيا في حاجة ماسة إليها لمواجهة الهجمات الروسية المكثفة.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية وافقت في أغسطس 2022 على صفقة بيع محتمل لصواريخ باتريوت ومعدات ذات صلة للسعودية في صفقة تصل قيمتها إلى 3.05 مليار دولار. وذكرت بلومبرغ آنذاك أن المملكة طلبت شراء 300 صاروخ باتريوت مُحسّن التوجيه، والمعروفة باسم GEM-T، من صنع شركة Raytheon Technologies Corp. كما تشتمل الصفقة أدوات ومعدات اختبار وقطع غيار ودعم لوجيستي للصواريخ الباليستية التكتيكية.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: “صفقة صواريخ باتريوت هدفها حماية السعودية والمنطقة من التهديدات، وتشمل الصفقة الدعم الفني والهندسي والخدمات اللوجستية، وكذلك أنظمة الاختبار وقطع الغيار والنقل وبرامج التدريب”.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

في مثل هذا اليوم.. انقلاب في موريتانيا وبدء محاكمة مبارك

المقالة التالية

4 حركات جسدية تترك انطباعًا سيئًا عنك