كشفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الاثنين أن ألمانيا وحلفاء غربيين آخرين لأوكرانيا رفعوا القيود على إطلاق كييف صواريخ بعيدة المدى على روسيا لأول مرة، بعد أيام من قصف روسيا للعاصمة ومناطق أخرى بهجمات جوية مكثفة.
وتأتي تلك الخطوة بتون بمثابة تغيير كبير في نهج حلفاء أوكرانيا الغربيين الذين رفضوا طلبات مستميتة من أوكرانيا لمنحها الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي. من جانبه، قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، في منتدى أوروبي عُقد في برلين يوم الاثنين: “لم تعد هناك أي قيود على مدى الأسلحة المُورّدة إلى أوكرانيا. لا من البريطانيين، ولا من الفرنسيين، ولا منّا. ولا من الأمريكيين”.
بحسب ما قاله ميرز، فإن أوكرانيا تستطيع الآن أيضا الدفاع عن نفسها من خلال مهاجمة مواقع عسكرية في قلب روسيا. ويأتي هذا الإعلان في أعقاب هجمات صاروخية وطائرات مسيرة غير مسبوقة على أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في الوقت ذاته يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضغوطًا دولية لقبول اتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يزداد إحباطًا من بطء التقدم. وتم تعيين ميرز مستشارًا قبل عدة أسابيع – ويتناقض إعلانه بشكل صارخ مع إعلان سلفه أولاف شولتز، الذي رفض مرارًا وتكرارًا دعوات أوكرانيا لرفع القيود.
ولكن ميرز لم يفصح بعد عما إذا كانت بلاده ستمنح أوكرانيا صواريخ توروس القوية بعيدة المدى – وهو الأمر الذي كان يدعمه عندما كان شولتز لا يزال في السلطة، حسبما ذكرت رويترز. كانت الولايات المتحدة رفعت القيود عن استخدام كييف للصواريخ التكتيكية بعيدة المدى التي قدماها الولايات المتحدة أو ATACMS، داخل روسيا، في نوفمبر الماضي.
ولكن موافقة الولايات المتحدة جاءت بعد وقت طويل امتد لشهور، إذ رفضت في البداية تزويد أوكرانيا بأنظمة ATACMS خلال أول عامين من الحرب، ولم تُسلّم الصواريخ لأول مرة إلا في أبريل 2024. وأعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم من تصعيد الحرب، التي دخلت عامها الرابع، بينما أعرب آخرون عن قلقهم من تضاؤل مخزونات الأسلحة لدى البنتاغون.
بدورها، هددت روسيا بشكل علني بأن السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ بعيدة المدى سيكون بمثابة حربًا مباشرة مع الناتو، وحذّر بوتين الغرب من أن موسكو ستعتبر أي هجوم مدعوم من قوة نووية هجومًا مشتركًا، وأن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربة بصواريخ تقليدية. وانتقد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إعلان ميرز يوم الاثنين، قائلا إن رفع القيود “خطير إلى حد ما”، وفقا لوكالة تاس الروسية للأنباء المملوكة للدولة “تاس”، وأشار إلى أن هذه القرارات تتعارض مع أي فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية.
وبحسب ما ذكرته رويترز عن مصادر، فمن المتوقع أن يزور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي برلين يوم الأربعاء. وكانت الهجمات الروسية خلال نهاية الأسبوع أسفرت عن مقتل أكثر من عشرين شخصا، بينهم أطفال، في حين حثت أوكرانيا حلفاءها الغربيين على مواصلة الضغط على موسكو لإنهاء الحرب.