حذّر نحو ألفين من أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل، من استعدادهم للانضمام إلى القتال في مدينة السويداء جنوب سوريا، إذا استمرت الهجمات على الدروز هناك.
وقالت قناة «كان» الإسرائيلية، إن نحو ألفي درزي إسرائيلي وقّعوا وثيقة تعِد بالتطوّع للقتال «إلى جانب إخواننا في السويداء» إذا لم تتوقّف هجمات مسلّحين بدو وقوات موالية للحكومة السورية، وأوضحت القناة أن من بين الموقّعين عناصر احتياط نشطة في جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF)، ما أثار قلقًا واسعًا لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تبذل جهودًا لإقناع القيادات الدرزية بترك الأمر للجيش.
تصاعدت التوترات في السويداء خلال الأيام الماضية بين مقاتلين من قبائل بدوية وقوات حليفة للحكومة السورية من جهة، ومجموعات درزية محلية من جهة أخرى. ورغم إعلان الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقف إطلاق النار في 19 يوليو، تكررت خروقات الهدنة.
وأفات تقارير ميدانية بأن الاشتباكات توقفت مؤخرًا بعد انتشار وحدات أمنية سورية لتطبيق وقف إطلاق النار، فيما جرى إجلاء مقاتلين من القبائل البدوية من الأحياء الرئيسة.
يُشكّل الدروز نحو 1.6% من سكان إسرائيل مع تقديرات بقرابة 152 ألف نسمة (نهاية 2023)، بحسب بيانات أُدرجت في مكتبة «جويش فيرتشوال لايبراري» المُستندة إلى معطيات رسمية حديثة، وتُشير نشرة دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية (17 أبريل 2024) إلى اتجاه تباطؤ النمو السكاني وتراجع الخصوبة بين الدروز، مع نحو 41 ألف أسرة درزية تشكّل 1.4% من إجمالي الأسر.
يُبرز تقرير «جيروزالم بوست» أن التوزّع يتركّز في الجليل والكرمل والجولان، وأن روابط العائلة عبر الحدود السورية تبقى حاضرة في الوعي الجمعي.
وتشكّل السويداء مركزًا روحيًا مهمًا للطائفة الدرزية، إذ يعيش فيها ما يزيد على 700 ألف درزي، وتعد إحدى آخر المناطق السورية الخارجة عن السيطرة الكاملة للحكومة.
يثير انخراط دروز إسرائيل في القتال خارج الحدود مخاوف من أزمة سياسية وأمنية معقدة. وتخشى تل أبيب من تأثير هذا التوتر على ولاء الجنود الدروز في الجيش الإسرائيلي، خاصة أن الوثيقة الموقعة تحمل بُعدًا عاطفيًا ودينيًا واضحًا، خاصة في ظل شعور الطائفة الدرزية في إسرائيل بالتهميش السياسي والاقتصادي، وتكرار الاحتجاجات على قانون «القومية» الذي اعتبره الدروز انتقاصًا من حقوقهم.
ويحذّر محللون من أن أي تورط عسكري مباشر قد يفتح بابًا لصدامات إقليمية أوسع، في وقت يشهد فيه الجنوب السوري توترات متشابكة بين روسيا وإيران والنظام السوري، إضافة إلى الفاعلين المحليين.
اقرأ أيضًا:
خطة من 3 مراحل لتطبيق وقف إطلاق النار في السويداء