logo alelm
خطة من 3 مراحل لتطبيق وقف إطلاق النار في السويداء

أعلنت الرئاسة السورية عن وقف إطلاق نار “فوري وشامل” في محافظة السويداء، في محاولة لإنهاء أسبوع من الاشتباكات الطائفية الدامية التي أسفرت عن مقتل أكثر من 700 شخص وخلفت أزمة إنسانية كارثية. وتتضمن الخطة، التي بدأت قوات الأمن الداخلي بتنفيذها، 3 مراحل متتالية تهدف إلى فض الاشتباك، وإدخال المساعدات، وإعادة بسط سلطة الدولة بشكل تدريجي في المحافظة ذات الأغلبية الدرزية.

ويأتي هذا الإعلان بعد فشل محاولات وساطة سابقة، وتدخلات عسكرية إقليمية، مما يضع هذا الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار أمام اختبار حقيقي لقدرته على إعادة الهدوء والاستقرار إلى السويداء.

المرحلة الأولى.. الانتشار الأمني وفض الاشتباك في السويداء

تتمثل المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار في الانتشار الفوري لقوات وزارة الداخلية والأمن في محافظة السويداء. وتتمحور المهمة الأساسية لهذه القوات حول فض الاشتباك بين المجموعات المسلحة من مقاتلي الدروز وقوات العشائر العربية، وإنفاذ الهدنة على الأرض. وتهدف هذه المرحلة العاجلة إلى تمهيد الطريق لاستعادة الاستقرار الأولي، والذي سيسمح بدوره بتنفيذ بنود إنسانية ملحة، تشمل الإفراج عن المعتقلين والمختطفين من كلا الطرفين، وإخلاء المدنيين المحاصرين في مناطق القتال. ويعتبر نجاح هذه المرحلة حجر الزاوية لنجاح خطة وقف إطلاق النار بأكملها.

المرحلة الثانية.. الاستجابة الإنسانية العاجلة

بعد تحقيق التهدئة الأولية، تبدأ المرحلة الثانية من تفاهمات وقف إطلاق النار، والتي تركز على الجانب الإنساني. وقد تم تشكيل لجنة طوارئ تضم وزارات وهيئات حكومية مختلفة لتسريع إدخال المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة إلى السويداء، التي تعاني من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية بعد خروج جميع مستشفياتها عن الخدمة. كما ستعمل هذه اللجنة على توفير الخدمات الأساسية للسكان، مثل المياه والكهرباء، والبدء في إصلاح البنية التحتية المتضررة، بما يلبي الاحتياجات العاجلة ويعزز من فرص استمرار التهدئة.

المرحلة الثالثة.. إعادة بسط سلطة الدولة

تبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة من خطة وقف إطلاق النار بعد تثبيت التهدئة بشكل كامل. وتتمثل هذه المرحلة في تفعيل مؤسسات الدولة من جديد في جميع أنحاء محافظة السويداء بشكل تدريجي ومنظم. وسيشمل ذلك انتشار عناصر الأمن الداخلي في المدن والقرى لضمان سيادة القانون تحت مظلة الدولة، بما يتماشى مع التوافقات التي تم التوصل إليها سابقًا، والتي تهدف إلى حماية جميع مكونات المجتمع في السويداء.

مرحلة ما قبل وقف إطلاق النار في السويداء

يأتي هذا الاتفاق بعد أسبوع من القتال العنيف الذي اندلع إثر حادثة اختطاف، وتطور بسرعة إلى مواجهات طائفية واسعة النطاق. وقد فشلت محاولة سابقة للتهدئة يوم الأربعاء، والتي جاءت بعد قصف إسرائيلي لقوات سورية كانت في طريقها إلى المنطقة. ودفع الوضع الإنساني الكارثي، الذي وصفه شهود عيان ومراقبون دوليون، والعدد الكبير للضحايا، والضغوط الدبلوماسية، نحو ضرورة التوصل إلى وقف إطلاق النار الحالي في السويداء.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

دراسة: السدود العملاقة تغيّر محور دوران الأرض

المقالة التالية

رحيل الوليد بن خالد بن طلال.. الموت يطوي قصة “الأمير النائم”