يوليو ٧, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
راديو يوم القيامة.. بث روسي يرعب الغرب منذ عقود

استخدم نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديميتري مدفيديف، مصطلحات مرتبطة بنظام “راديو يوم القيامة” الروسي الغامض، للتعليق على مساءلة رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين بتهم فساد.

واعتبر مدفيديف أن هذه المساءلة ترسل “إشارات تحذيرية” تشبه الرسائل المشفرة التي يبثها النظام الروسي عبر “راديو يوم القيامة” منذ حقبة الحرب الباردة.

وكتب مدفيديف عبر قناته على “تليغرام” اليوم الاثنين: لقد صدرت إشارات “سبيدوشليتس” و”كراسنوفاي” بالنسبة للخبيثة “أورسولا”، لكن جرس الإنذار دق، مما يعني أن كارهي روسيا يدخلون تدريجيًا في مرحلة “سبيدوشليتس” التي ستصبح حتماً “كراسنوفاي”، وهي كلمات غير معلوم معناها يبثها هذا النظام الراديوي.

ما هو راديو يوم القيامة الروسي؟

يعرف راديو يوم القيامة عالميًا بين هواة الراديو والمحللين العسكريين باسم “بث الزنة”، وهو إشارة راديو غامضة تُبث على تردد الموجة القصيرة 4625 كيلوهرتز على مدار الساعة منذ أواخر السبعينيات.

يتكون البث بشكل أساسي من طنين رتيب ومميز يشبه صوت الجرس أو الزنّان، ويتوقف أحيانًا لبث رسائل صوتية مشفرة باللغة الروسية، تتكون عادةً من أسماء وأرقام.

وعلى الرغم من أن الغرض الرسمي منه لم يتم تأكيده أبدًا، إلا أن المحللين يعتقدون أنه جزء من شبكة الاتصالات العسكرية للمنطقة الغربية الروسية، ويعمل كقناة اتصال استراتيجية جاهزة للاستخدام الفوري في أوقات الطوارئ القصوى.

النظرية الأكثر إثارة للقلق حول راديو يوم القيامة هي ارتباطه بنظام الردع النووي الروسي المعروف باسم “بيريميتر” أو “اليد الميتة” في الغرب.

تفترض هذه النظرية أن الطنين المستمر هو إشارة “حية” تؤكد أن القيادة العسكرية الروسية لا تزال فاعلة، وفي حالة وقوع هجوم نووي شامل على روسيا يؤدي إلى انقطاع الاتصال بالقيادة العليا، فإن توقف بث “الزنة” سيفعّل تلقائيًا نظام “اليد الميتة”، الذي سيطلق بشكل أوتوماتيكي كامل الترسانة النووية الروسية المتبقية نحو أهداف معادية محددة مسبقًا.

هذه النظرية، وإن كانت غير مؤكدة، تمثل جوهر الردع النووي المطلق، وتجعل من راديو يوم القيامة أكثر من مجرد قناة اتصال، بل صمام أمان وسلاح افتراضي ليوم القيامة الفعلي.

إشارات حديثة من راديو يوم القيامة

لعقود، ظل راديو يوم القيامة حبيس دوائر هواة الراديو والمحللين العسكريين، لكن تصريحات “مدفيديف” الأخيرة تمثل تحولاً نوعيًا، فاستخدامه العلني لمصطلحات تشبه الرسائل المشفرة التي يبثها الراديو، ونقلها إلى الفضاء العام عبر منصة “تليغرام”، يعتبر توظيفًا سياسيًا له كأداة في الحرب النفسية والسياسية.

ويبعث هذا التحرك برسالة مفادها أن الأدوات والرموز التي كانت تستخدم في الظل خلال الحرب الباردة لا تزال جاهزة للاستخدام كجزء من لغة القوة والتهديد الروسية في القرن الحادي والعشرين.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

اكتشاف كوكب تتساقط عليه أمطار من الحديد

المقالة التالية

وزارة التعليم تُعلن فتح باب التقديم على مقاعد الابتعاث في أيرلندا