يونيو ٢٣, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
إيران تهرّب اليورانيوم قبل الضربة الأمريكية.. هل فشلت «مطرقة منتصف الليل»؟

قبل ساعات فقط من أعنف هجوم جوي أمريكي على منشآتها النووية، نجحت إيران في تهريب معظم مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى موقع سري، وفق ما تؤكده صور أقمار صناعية وشهادات استخباراتية متقاطعة.

وأظهرت صور التقطتها شركة «ماكسار تكنولوجيز» الأمريكية في 19 يونيو، أي قبل يومين فقط من تنفيذ عملية «مطرقة منتصف الليل»، طوابير من الشاحنات والسيارات المصفحة تغادر منشأة «فوردو» النووية، وهي أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا، وموقعًا يُعتقد أنه كان يضم قرابة 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪.

ووصفت مصادر استخباراتية متقاطعة، منها شركة «TS2 Space» البولندية، المشهد بـ«محاولة محمومة» لنقل أجهزة طرد مركزي أو مواد نووية حساسة. وقال أحد المحللين إن القوافل المحمّلة خرجت من بوابة مغطاة بالتراب، ما يعزز فرضية استخدام طرق تهريب محصنة وغير تقليدية.

ماذا استهدفت الضربات الأمريكية؟

في مساء السبت 21 يونيو، أطلقت سبع قاذفات B-2 من ولاية ميزوري الأمريكية 14 قنبلة خارقة للتحصينات من طراز GBU-57 على ثلاث منشآت إيرانية رئيسية: «فوردو»، و«نطنز»، و«أصفهان». تزامن ذلك مع إطلاق غواصة أمريكية ما يزيد على 24 صاروخ «توماهوك» على البنية التحتية النووية.

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد الضربات: «حققنا نجاحًا عسكريًا مذهلًا… أخذنا القنبلة من أيديهم»، فيما زعم وزير الدفاع بيت هيغسِث أن «البرنامج النووي الإيراني قد أُبيد».

لكن الصور والتقارير التي تلت الضربة كشفت عن مفارقة صادمة: البرنامج النووي ربما لم يكن هناك أصلًا.

هل تمتلك إيران الآن «الوقود دون العربة»؟

يرى المحلل الإسرائيلي رونين سولومون أن نقل إيران لمخزونها لا يعني بالضرورة قدرتها الفورية على إنتاج قنبلة نووية، مشبّهًا الوضع بمن «يمتلك وقودًا دون سيارة». وأوضح: «ما لم تكن هناك منشآت خفية، فإن إيران تمتلك المواد لكنها تفتقر إلى البنية الصناعية اللازمة».

أما المستشار الأمني الإيراني علي شمخاني فقال إن «حتى في حال دُمرت المنشآت بالكامل، فإن اللعبة لم تنتهِ… ما زالت المواد والخبرة والإرادة السياسية قائمة».

لماذا فوردو هدف بالغ الأهمية؟

منشأة «فوردو»، الواقعة في محافظة قُم الإيرانية على بُعد 100 كيلومتر جنوب طهران، مدفونة تحت نصف ميل من الصخور، وتُعدّ الأكثر تحصينًا في البلاد. قبل الهجوم، قال خبراء إن قصفها يتطلب استخدام قنابل خارقة عملاقة لا تمتلكها سوى أمريكا.

كانت إيران تستخدم فوردو لتخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة طرد متقدمة من طراز IR-6، التي تزيد من كفاءة التخصيب وسرعته، ما يختصر الزمن اللازم للوصول إلى «مستوى التسلّح» من اليورانيوم، وهو ما يعادل 90٪ من نقاء اليورانيوم-235.

هل تأخرت الضربة أكثر من اللازم؟

بحسب تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) في مايو 2025، بلغت كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 60٪ لدى إيران نحو 408 كغم، بزيادة تقارب 50٪ عن التقرير السابق في فبراير.

هذا المؤشر يعني أن لدى إيران «كمية تكفي لصنع سلاح نووي خلال أقل من أسبوعين»، وفق تقديرات «جمعية ضبط التسلّح».

لكن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس لمح في حديث إلى ABC News بأن «الوقود نُقل بالفعل، وعلينا الآن أن نفكر في الخطوة التالية».

هل أخفقت عملية «مطرقة منتصف الليل»؟

رغم أن التقييمات الأولية لنتائج القصف تشير إلى دمار واسع في المنشآت الثلاث، فإن تصريحات مسؤولين إسرائيليين نقلتها «نيويورك تايمز» أكدت أن فوردو لم يُدمّر كليًا، وأن هناك إشارات واضحة إلى نقل مواد ومعدات قبيل الضربة.

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، لـCNN إن «تقييم حجم الضرر داخل المنشآت المدفونة لم يُحسم بعد».

في هذا السياق، قال الجنرال دان كاين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، إن «الضرر كبير، لكن تحديد النتيجة النهائية يحتاج إلى وقت إضافي».

ما القادم؟

تبقى الحقيقة الصادمة هي أن الضربة الأمريكية قد تكون دمّرت منشآت شبه خالية، وأن «القنبلة» التي قال ترامب إنه انتزعها من أيدي إيران، ربما باتت في مكان آخر، بانتظار توقيت سياسي جديد.

يقول مسؤول إيراني رفيع لـ«رويترز» -طلب عدم ذكر اسمه- إن «المواد نُقلت منذ أيام، وكنا نعلم أن الضربة قادمة. خسروا المفاجأة، وكسبنا الزمن».

في خلفية المشهد، تبدو طهران تُعيد ترتيب أوراقها. لم تنتهِ اللعبة بعد.

اقرأ أيضًا:

هل يخطط ترامب لإسقاط نظام طهران؟

وزير الدفاع الأمريكي: قضينا على طموحات إيران النووية

ماذا يحدث عند إلقاء قنبلة نووية على مدينة؟

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

هل يخطط ترامب لإسقاط نظام طهران؟

المقالة التالية

ظهور لميسي والأهلي.. جدول مباريات كأس العالم للأندية اليوم