logo alelm
إنفوجرافيك| عقدين من تحركات السعودية للاعتراف بدولة فلسطين

يأتي الزخم الدولي المتنامي والإجماع المتزايد على ضرورة تفعيل حل الدولتين، تتويجًا لمسار دبلوماسي حثيث وممتد قادته السعودية على مدى العامين الماضيين بهدف إنهاء الاحتلال. وتتجسد ثمار هذه الجهود اليوم في مؤتمر الأمم المتحدة الدولي لحل الدولتين المنعقد في نيويورك، والذي وصفه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بأنه محطة مفصلية تدعم “التحالف الدولي” الذي أطلقته المملكة.

وقد لاقت هذه جهود المملكة للاعتراف بفلسطين إشادة مباشرة، حيث أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن “مواقف المملكة أسهمت في إنضاج المواقف الدولية للاعتراف بالدولة الفلسطينية”، وهو ما يجد صداه في تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن عزم دول أوروبية أخرى اتخاذ خطوات مماثلة خلال المؤتمر.

خارطة طريق دبلوماسية

لم تكن التحركات الدبلوماسية وليدة اللحظة، بل جاءت ضمن رؤية استراتيجية سعودية بدأت تتشكل بوضوح منذ قمة الرياض المشتركة في نوفمبر 2023، والتي انبثقت عنها لجنة وزارية مكلفة بتحقيق السلام للقضية الفلسطينية في إطار حل الدولتين. وعلى مدار عامي 2023 و2024، نجحت جهود هذه اللجنة في توسيع دائرة الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، مما مهد الطريق أمام خطوة أكبر تمثلت في إعلان المملكة في سبتمبر 2024 عن إطلاق تحالف دولي يضم دولًا عربية وإسلامية وأوروبية، بهدف وحيد وهو تنفيذ حل الدولتين.

وسرعان ما تحولت هذه المبادرة إلى عمل ملموس، حيث احتضنت الرياض في أكتوبر 2024 الاجتماع الأول لهذا التحالف، لترسيخ أسس العمل المشترك. وتعمقت الشراكة الاستراتيجية مع فرنسا، ففي ديسمبر 2024، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من المملكة عن ترؤس مشترك بين باريس والرياض لمؤتمر دولي بشأن حل الدولتين. واستمر هذا التنسيق في أروقة الأمم المتحدة، حيث رأَس مندوبا المملكة وفرنسا في أبريل 2025 جلسة الإحاطة الأولى، تبعها في مايو 2025 رئاسة مشتركة للاجتماع التحضيري للمؤتمر الدولي الذي تُعقد فعالياته اليوم.

ثمار الجهود.. إشادة فلسطينية وزخم أوروبي متنامٍ

تعكس التصريحات الصادرة على هامش مؤتمر نيويورك نجاح المسار الذي قادته المملكة. فالإشادة الصريحة من رئيس الوزراء الفلسطيني بالدور السعودي لا تترك مجالًا للشك في أن هذه الجهود كان لها أثر مباشر في تغيير المواقف الدولية. وفي الوقت نفسه، يؤكد تصريح وزير الخارجية الفرنسي أن الدفعة التي أحدثتها مبادرات المملكة، بالشراكة مع حلفائها، قد خلقت “تأثير الدومينو” الذي يدفع المزيد من الدول، خاصة في أوروبا، نحو اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، مما يجعل تحقيق حل الدولتين أقرب من أي وقت مضى.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

صندوق النقد الدولي يرفع توقعات نمو الاقتصاد السعودي إلى 3.6%

المقالة التالية

60 نائبًا أوروبيًا يطالبون بردّ صارم على مخطط ضم الاحتلال للضفة الغربية