logo alelm
إنفوجرافيك| عمالقة احتياطات الغاز الطبيعي في العالم

تهيمن ثلاث دول فقط، هي روسيا وإيران وقطر، على أكثر من نصف احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في العالم، مما يخلق تركيبة جيوسياسية فريدة تضع هذا المورد الحيوي في قلب الصراعات والتحالفات الدولية. وتُظهر أحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن خريطة الثروة العالمية من الغاز الطبيعي شديدة التركيز، مما يمنح عددًا محدودًا من الدول نفوذًا استراتيجيًا هائلاً.

ويُعرّف “الاحتياطي المؤكد” بأنه الكميات التي يمكن استخراجها بشكل مربح اقتصاديًا بالأسعار الحالية، مما يجعله مقياسًا واقعيًا للثروة المتاحة.

خريطة احتياطيات الغاز الطبيعي

تتصدر روسيا القائمة العالمية بفارق هائل، حيث تمتلك وحدها احتياطيات مؤكدة تبلغ 1,688 تريليون قدم مكعب. وتأتي إيران في المرتبة الثانية باحتياطيات تقدر بـ 1,200 تريليون قدم مكعب، تليها قطر في المركز الثالث بـ 843 تريليون قدم مكعب. وتشكل هذه الدول الثلاث مجتمعة ما نسبته 51% من إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي العالمية.

وتضم قائمة العشرة الأوائل أيضًا قوى كبرى أخرى، حيث تحتل الولايات المتحدة المرتبة الرابعة باحتياطيات تبلغ 615 تريليون قدم مكعب، تليها تركمانستان بـ 400 تريليون قدم مكعب. وتشمل القائمة كذلك المملكة العربية السعودية (336 تريليون قدم مكعب)، والإمارات العربية المتحدة (290 تريليون قدم مكعب)، والصين (265 تريليون قدم مكعب)، ونيجيريا (209 تريليون قدم مكعب)، وفنزويلا (195 تريليون قدم مكعب). وتستحوذ هذه الدول العشر مجتمعة على 83% من إجمالي احتياطيات الغاز الطبيعي في العالم.

الأهمية الاستراتيجية للغاز الطبيعي في الاقتصاد العالمي

تكمن الأهمية الكبرى لهذه الاحتياطيات في الدور الحاسم الذي يلعبه الغاز الطبيعي في مزيج الطاقة العالمي. فهو يُستخدم على نطاق واسع في توليد الكهرباء، وتوفير التدفئة للمنازل والمصانع، كما يُعد مادة خام أساسية في العديد من الصناعات. وعلى الرغم من التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة، لا يزال الطلب العالمي على الغاز الطبيعي قويًا. وينظر إليه الكثير من الخبراء على أنه “وقود انتقالي” حيوي، حيث يعتبر خيارًا أنظف من الفحم والنفط، ويمكن الاعتماد عليه لتأمين إمدادات الطاقة خلال فترة التحول نحو مستقبل يعتمد بالكامل على المصادر المتجددة.

وأصبح الغاز الطبيعي نقطة اشتعال جيوسياسية كبرى، خاصة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا. فقد أدت هذه الحرب إلى إعادة تشكيل خريطة الطاقة الأوروبية، حيث سعت دول القارة، التي كانت تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الروسية، إلى تنويع مصادرها بشكل عاجل، وبناء بنية تحتية جديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG) من موردين آخرين حول العالم.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

الصراع يشتعل.. إسرائيل تضرب دمشق وتهدد بالمزيد

المقالة التالية

ميناء إيلات على وشك الإغلاق الكامل لهذا السبب