نظام الكيتو الغذائي.. فوائد مؤقتة ومخاطر خفية !

نوفمبر ١٦, ٢٠٢٥

شارك المقال

نظام الكيتو الغذائي.. فوائد مؤقتة ومخاطر خفية !

توصلت دراسة حديثة من جامعة يوتا للصحة، نُشرت في مجلة Science Advances، إلى أن اتباع نظام الكيتو الغذائي لفترات طويلة قد يفرض تكاليف أيضية خفية على الجسم. وأظهرت التجارب على الفئران أن الالتزام بهذا النظام الغني بالدهون ومنخفض الكربوهيدرات قد يعطل الوظائف الأيضية الطبيعية ويغير طريقة معالجة الجسم للدهون والسكريات، مما يثير تساؤلات حول سلامته وفعاليته على المدى الطويل، رغم استخدامه سابقًا لعلاج الصرع وانتشاره كوسيلة لفقدان الوزن وإدارة مرض السكري والسمنة.

مخاطر الكيتو على المدى الطويل

ووفقًا لموقع ” scitechdaily” يعمل النظام الغذائي الكيتوني عن طريق تقليل تناول الكربوهيدرات بشكل حاد، ما يُدخل الجسم في حالة الكيتوزية، حيث ينتج الكبد جزيئات تُعرف بأجسام الكيتون لتكون مصدرًا بديلًا للطاقة للدماغ، وتساعد على استقرار نشاط الأعصاب وتقليل وتيرة النوبات. تحاكي هذه العملية ما يحدث خلال فترات المجاعة، حين يُجبر نقص الجلوكوز الجسم على الاعتماد على الدهون للحصول على الطاقة.

ورغم الاهتمام المتزايد بالنظام الكيتوني لفوائده المحتملة في التحكم بالوزن وتحسين الصحة الأيضية، يشير خبراء إلى أن معظم الدراسات ركزت على الآثار قصيرة المدى، بينما تبقى العواقب البيولوجية طويلة المدى أقل وضوحًا، ما يثير تساؤلات حول سلامته عند الالتزام به لفترات ممتدة.

قالت مولي جالوب، الحاصلة على الدكتوراه والأستاذة المساعدة في علم التشريح وعلم وظائف الأعضاء بكلية إيرلهام، والتي قادت الدراسة كباحثة ما بعد الدكتوراه في التغذية وعلم وظائف الأعضاء التكاملي بجامعة يوتا للصحة: “لقد ركزت الدراسات السابقة على الآثار قصيرة المدى أو على تغييرات الوزن فقط، ولم نشهد أي أبحاث تتناول التأثيرات طويلة المدى أو الجوانب الأخرى للصحة الأيضية”.

لمعالجة نقص الأبحاث طويلة المدى، أجرى فريق غالوب تجربة شاملة على الفئران من كلا الجنسين، حيث وزّعوا الحيوانات على أربعة أنظمة غذائية متباينة: نظام غربي غني بالدهون، ونظام منخفض الدهون وعالي الكربوهيدرات، ونظام كيتوني تقليدي يعتمد بشكل شبه كامل على الدهون كمصدر للسعرات الحرارية، ونظام منخفض الدهون يتطابق مع النظام الكيتوني من حيث البروتين. وترك الباحثون الفئران تتناول طعامها بحرية لمدة لا تقل عن تسعة أشهر، ما أتاح لهم دراسة تأثير كل نظام على المدى الطويل على الوظائف الأيضية والصحة العامة.

خلال فترة الدراسة، راقب الباحثون التغيرات في وزن الفئران وأنماط تناول الطعام، بالإضافة إلى تركيبة الدهون في الدم، وتراكم الدهون في الكبد، ومستويات السكر والأنسولين في الدم. كما درسوا نشاط الجينات في خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، واستخدموا مجهرًا عالي الدقة لمتابعة التغيرات الخلوية المرتبطة بهذه التعديلات الأيضية.

أظهرت النتائج أن النظام الغذائي الكيتوني نجح في منع زيادة الوزن لدى كلا الجنسين مقارنة بالنظام الغربي الغني بالدهون. واحتفظت الفئران التي اتبعت النظام الكيتوني بأوزان أقل بكثير، بينما كان الارتفاع في الوزن لدى الفئران الأخرى مرتبطًا بشكل رئيسي بزيادة كتلة الدهون وليس كتلة العضلات.

ورغم هذه الفائدة في التحكم بالوزن، أظهرت الفئران التي اتبعت النظام الكيتوني مضاعفات أيضية ملحوظة، حيث بدأت بعض التغيرات الضارة في الظهور خلال أيام قليلة من بدء النظام الغذائي.

تأثير الكيتو على الكبد ومستوى السكر

قالت أماندين تشايكس، الحاصلة على الدكتوراه وأستاذة مساعدة في التغذية وعلم وظائف الأعضاء التكاملي بجامعة يوتا للصحة والمؤلفة الرئيسية للدراسة: “النتيجة الواضحة هي أن النظام الغذائي الغني بالدهون يؤدي إلى تراكم هذه الدهون في الجسم، وغالبًا ما تتجمع في الدم والكبد”.

ويعتبر تراكم الدهون في الكبد، المعروف بمرض الكبد الدهني، علامة مميزة على اضطرابات الأيض المرتبطة بالسمنة. وأكدت تشايكس، أن النظام الغذائي الكيتوني لم يوفر حماية من هذا المرض.

وأظهرت الدراسة فروقًا واضحة بين استجابة الفئران الذكور والإناث للنظام الكيتوني، حيث أصيب الذكور بتراكم دهون حاد في الكبد وتدهورت وظائفه، وهو مؤشر رئيسي لأمراض الأيض، بينما لم تُسجَّل زيادة ملحوظة في دهون الكبد لدى الإناث. ويخطط الباحثون لمواصلة التحقيق في أسباب حماية الإناث من مرض الكبد الدهني في الدراسات المستقبلية.

كما أظهرت الدراسة تناقضات في تنظيم مستويات السكر في الدم، حيث انخفضت مستويات السكر والأنسولين لدى الفئران بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من اتباع النظام الكيتوني. ومع ذلك، حذرت أماندين تشايكس من أن الفئران أظهرت استجابة حادة عند تناول كميات قليلة من الكربوهيدرات، حيث ارتفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير ولمدة طويلة، وهو ما اعتبرته الباحثة مؤشراً خطيراً على اضطراب التمثيل الغذائي.

وأوضحت الدراسة أن الفئران واجهت صعوبة في تنظيم مستويات السكر في الدم بسبب نقص إفراز الأنسولين من خلايا البنكرياس. ونتيجة للارتفاع المزمن في مستويات الدهون، ظهرت على هذه الخلايا علامات إجهاد خلوي، إذ لم تتمكن من نقل البروتينات بشكل طبيعي. ويعتقد الباحثون أن هذا الإجهاد الخلوي يفسر ضعف التحكم في مستوى السكر، مع التأكيد على أن تحديد الآلية الدقيقة سيشكل محورًا للأبحاث المستقبلية.

وأظهرت النتائج أيضًا أن مشاكل تنظيم مستوى السكر في الدم انحسرت بعد توقف الفئران عن النظام الكيتوني، ما يشير إلى أن بعض التأثيرات الأيضية قد تكون قابلة للانعكاس عند التوقف عن اتباع هذا النظام الغذائي.

ورغم الفروقات بين الفئران والبشر، تسلط الدراسة الضوء على مخاطر صحية أيضية محتملة طويلة الأمد لم يتم استكشافها سابقًا، مما يوجب على الراغبين في اتباع حمية الكيتو أخذ هذه المخاطر بعين الاعتبار. وحذر غالوب قائلاً: “أحثّ أي شخص على استشارة مقدم رعاية صحية إذا كان يفكر في اتباع حمية الكيتو”.

اقرأ أيضًا :

فقدان الأسنان السريع.. علامة خفية على مخاطر قاتلة

كيف يؤثر ركوب الدراجات على إطالة العمر وتحسين الصحة؟

5 عادات يومية تبطئ الشيخوخة

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech