logo alelm
هل مكملات NAD+ تُبطئ الشيخوخة وتطيل العمر حقًا؟

يشهد مجال المكملات الغذائية شبه الطبية تزايدًا في الاهتمام بمركّب نيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد (NAD+). فقد بات هذا المكمل حديث المؤثرين في مجال الصحة ومقدمي البرامج الصوتية، كما تروّج بعض العيادات لهذا العلاج الوريدي باعتباره سرًّا لطول العمر والحفاظعلى شباب وحيوية المشاهير.

وبحسب موقع ” ناشيونال جيوجرافيك” يُعد طول العمر محورًا أساسيًا في علم الشيخوخة، الذي يركز على دراسة التقدم في العمر والوقاية من الأمراض المرتبطة به. وفي المقابل، أصبح المصطلح رائجًا في قطاع الصحة، حيث ارتبط بمنتجات وحقن وإجراءات عديدة لم تثبت فعاليتها بعد.

 ومن أبرز هذه التوجهات الحديثة، مركّب NAD+ الذي يتم الترويج له باعتباره قادرًا على عكس علامات الشيخوخة الظاهرة، وتنشيط طاقة الخلايا، وتعزيز الصحة العامة، استنادًا إلى نتائج أولية وتفسيرات مثيرة للجدل.

بينما يُعد NAD  عنصرًا حيويًا في العديد من العمليات البيولوجية داخل الجسم، يشير الخبراء إلى أن المكملات الغذائية التي تعتمد على هذا المركّب تفتقر إلى الأدلة العلمية الكافية لدعم فوائدها المزعومة.

ما هو مركب NAD+؟

يُعد NAD مركبًا حيويًا يتواجد في جميع الخلايا، وهو ضروريًا لتحويل الطعام إلى طاقة والمساعدة في إصلاح الخلايا والأنسجة. وتُباع مكملات NAD بأشكال متعددة، مثل كبسولات NR وNMN  التي تتحول إلى NAD+ في الجسم، بالإضافة إلى محاليل وحقن   NAD+  غير المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والمتاحة في المنتجعات الصحية أو عبر الإنترنت للاستخدام المنزلي.

وعلى الرغم من الترويج لهذه المكملات والعلاجات بأنها تدعم طول العمر، يؤكد الخبراء أنه لا يوجد دليل علمي يثبت فعاليتها في هذا المجال. ويوضح تشارلز برينر، طبيب بمعهد بيكمان للأبحاث، أن مستويات NAD تنخفض مع التقدم في السن ومع بعض الحالات مثل داء السكري من النوع الثاني وقصور القلب، ويمكن تعزيزها طبيعيًا من خلال ممارسة الرياضة، تحسين النوم، واتباع نظام غذائي غني بالأسماك والمكسرات والحبوب الكاملة.

هل مركب NAD+ يطيل العمر حقًا؟

في عام 2004، اكتشف تشارلز برينر في مختبر دارتموث أن ريبوسيد النيكوتيناميد (NR) يعمل كمادة أولية لمركب. NAD+ ويعد برينر خبيرًا رائدًا في استقلاب  NAD، ويشغل منصب كبير المستشارين العلميين في شركة  Niagen Bioscience، التي تبيع نسخة حاصلة على براءة اختراع من NR بجرعات مختلفة.

 ويشير برينر، إلى أن الرياضيين والمدربين المحترفين يستخدمون منتجات الشركة، لتحقيق فوائد محتملة في التعافي، فيما تصف الشركة المنتج على موقعها بأنه “أكثر مادة أولية لـ NAD+ خضعت للبحث والاختبار والكفاءة”.

تشير بعض الدراسات، إلى أن تناول NR عن طريق الفم قد يخفف الالتهاب في حالات محددة يتعرض فيها NAD لهجوم، مثل عدوى كوفيد-19. ومع ذلك، لم يُثبت بعد أن مكملات النياسين تزيد مقاومة الجسم للعدوى، ويؤكد برينر أن NR وNMN وNAD+ ليست أدوية لإطالة العمر، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأدوية غير موجودة حاليًا.

ويشدد برينر، على أن ريبوسيد النيكوتيناميد (NR) ليس دواءً لإطالة العمر. ورغم أنه قد يخفف الالتهاب في حالات محددة عند تناوله عن طريق الفم، إلا أنه ليس الحل السحري لمكافحة الشيخوخة كما يُروّج له أحيانًا على الإنترنت.

وتبيع شركة Niagen Bioscience أيضًا NR في تركيبة وريدية، لكن برينر يشير إلى عدم وجود استخدام مثبت لها حتى الآن، مشيرًا إلى أن اختبار فعاليتها سيكون ممكنًا في المستقبل. وأشار إلى أن بعض الأشخاص قد يشعرون بتأثير وهمي من حقن NAD+ الوريدي، إلى جانب دفع مبالغ كبيرة كجزء من تجربة فاخرة

مخاطر مكملات  NAD+ 

يشدد تشارلز برينر على ضرورة توخي الحذر من أي منتج أو خدمة أو إجراء يزعم أن طول العمر مؤشرًا موثوقًا، مشيرا إلى أن بعض الأبحاث التي تُجرى في مجال الشيخوخة هي الأقل قابلية للتكرار.

يقول ديفيد سيريس، مدير التغذية الطبية وأستاذ الطب في جامعة كولومبيا، إن التجارب العشوائية المُحكمة ضرورية لإثبات فعالية مكملات NAD+؛ فبدونها، تظل أي ادعاءات مجرد ارتباطات ولا تثبت تأثيرًا حقيقيًا، مشيرًا إلى أن هناك مخاطر دائمة عند حقن المواد في الدم، خاصةً إذا لم تخضع هذه المنتجات لمعايير دوائية صارمة لمراقبة التلوث والجودة.

كما يشير سيريس، إلى أن إعطاء المكملات الغذائية عن طريق الوريد يتجاوز الكبد والأمعاء، مما يلغي آليات الحماية الطبيعية ويزيد خطر التعرض للشوائب في المحاليل غير المنظمة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA).

ويضيف سيريس أن الحقن الوريدية ليست جديدة في الطب؛ إذ تُستخدم الفيتامينات الوريدية سريريًا للمرضى الذين لا يستطيعون امتصاص الأقراص، مشيرًا إلى أن هذه الحقن  انتشرت خارج المجتمع الطبي في المنتجعات الصحية كعلاج “صحي”، مع ما يصاحبها من مخاطر محتملة.

تحذير طبي حول مكملات NAD+

يحذر سيريس، من استخدام حقن NAD+ الوريدية، مشيرًا إلى عدم وجود رقابة على طريقة إعطائها وعدم وجود سبب طبي واضح لاستخدامها.

 ويشير إلى أن بعض المشاهير والمؤثرين يلاحظون شعورًا باحمرار في الجسم بعد الحقن ويعتبرونه دليلًا على الفعالية، إلا أن سيريس يوضح: “عادةً ما تُسمى هذه الأعراض بآثار جانبية”، مثل انخفاض ضغط الدم المرتبط بالنياسين، وأنها ليست دليلًا على أي فائدة.

ويؤكد سيريس أن المكملات الغذائية ينبغي استخدامها فقط عند وجود نقص مُشخص طبيًا، محذرًا من أن إدخالها بدون حاجة قد يكون ضارًا جسديًا وماليًا. كما يشدد على أنه بدون التجارب السريرية العشوائية، تظل أي ادعاءات فعالية مجرد ارتباطات، وأن التقييمات الإيجابية على الإنترنت لا تُعد دليلًا علميًا.

اقرأ أيضًا:

أثر مكملات المغنيسيوم على النوم والقلق!

مكملات الفيتامينات.. درع مناعي أم وهم صحي؟

3 خرافات حول المكملات الغذائية.. انتبه للخدع التسويقية

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

ابتسامة هوليوود.. ما لا تعرفه عن صيحة الأسنان الأشهر!

المقالة التالية

أكبر أساطيل السفن التجارية في العالم