تعتمد أجسامنا على مجموعة متكاملة من الفيتامينات للنمو، والعلاج، والحفاظ على أداء الخلايا بشكل سليم، والأهم؛ دعم جهاز المناعة للحماية من العدوى، وهو ما يدفع البعض إلى تناول مكملات الفيتامينات.
تُظهر الدراسات نتائج متباينة بشأن دور الفيتامينات في دعم المناعة ومكافحة العدوى، هذا لا ينكر أهمية التغذية الجيدة، لكن حتى الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة قد يُصابون بالمرض.
مما لا شك فيه أن الفيتامينات تدعم الجهاز المناعي، فالأشخاص الذين يعانون نقص أو عوز في الفيتامينات هم أكثر عُرضة للإصابة بعدوى شديدة.
وهناك أدلة تؤكد وجود علاقة بين مستويات فيتامين D في الدم والإصابة بفيروس كورونا (COVID-19)، حيث ارتبطت المستويات المنخفضة منه بزيادة شدة المرض وارتفاع معدلات الوفاة.
وتشير أبحاث أخرى إلى أن الأطفال المنخفض لديهم فيتامين A -وهو أمر شائع في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل- أكثر عُرضة للإصابة بحالات شديدة وربما مميتة من الحصبة والإسهال.
كما أن مسار العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية، وفيروس الورم الحليمي البشري، وغيرهم من مسببات الأمراض، يرتبط بمستويات الفيتامينات.
وتؤدي زيادة نشاط الجهاز المناعي في أثناء العدوى إلى تفاقم نقص الفيتامينات، ما قد يُضعف الاستجابة المناعية بشكل أكبر.
بالرغم من ذلك هناك تباين في بيانات الدراسات، وهو ما يؤكد أن تفاصيل علاقة الفيتامينات بدعم المناعة ومقاومة العدوى تختلف باختلاف نوع الفيتامين، والمسبب المرضي.
كما أن مصطلح “مستوى الفيتامين منخفض” يعتبر غامضًا إلى حد ما؛ فكثير من الناس لا يحققون الكمية الغذائية الموصى بها يوميًا من فيتامين أو أكثر، ومع ذلك، لا يؤثر ذلك على صحتهم بشكل مرضي قوي.
في بعض الحالات، يكون استخدام المكملات لرفع مستويات الفيتامينات مفيدًا في تقليل شدة العدوى، خاصةً الأشخاص الذين يعانون نقص واضح في هذه العناصر، وفي أحيان أخرى لا تحقق النتائج نفسها.
على سبيل المثال، توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بإعطاء الأطفال المصابين بالحصبة جرعتين من مكملات فيتامين A، بفاصل 24 ساعة، لتعويض النقص الذي يحدث خلال فترة الإصابة، حيث وتشير الأدلة إلى أن هذا البروتوكول يقلل من معدلات المرض والوفيات لدى الأطفال الأكثر عرضة للخطر (أقل من عامين).
ومع أن توصيات منظمة الصحة العالمية تُطبّق عالميًا، إلا أن مكملات فيتامين A لا تحقق الفائدة نفسها في جميع المناطق، وهو ما أثبتته دراسة في إيطاليا شملت أكثر من 100 طفل لم يقلل الفيتامين مدة الحمى لديهم.
على صعيد آخر، تشير بعض الأبحاث إلى أن مكملات فيتامين C قد تُقلل من خطر الإصابة بنزلات البرد، لكن فعالية هذا التأثير تعتمد على عوامل مثل: التعرض لإجهاد بدني شديد (كالماراثونات)، أو الجنس، أو وجود نقص فيتامين C لدى الشخص قبل تناول المكملات؛ ما يجعل فعاليتها العامة غير واضحة.
من المؤكد أن استخدام مكملات الفيتامينات بشكل خاطئ قد يسبب ضررًا يفوق فائدتها، فبعض الفيتامينات، مثل فيتامين A، قابلة للذوبان في الدهون (أي تُخزَّن في الكبد والأنسجة الدهنية والعضلات)، وتسبب جرعته الزائدة تلفًا في الأعضاء، والدوار، وترقق العظام، وغير ذلك.
بينما أخرى، مثل فيتامينات B، قابلة للذوبان في الماء (أي لا تُخزَّن في الجسم ويتم التخلص من الفائض منها عن طريق البول) إلا أن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل الإسهال، وتقلصات المعدة، وقد تُسبب أحيانًا حصوات الكلى كما يحدث مع فيتامين C.
لذلك، يُعد استشارة الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية قبل تناول أي مكملات خطوة ضرورية لتفادي هذه الآثار غير المرغوبة أو الخطيرة.
الحصول على كمية كافية من الفيتامينات من خلال النظام الغذائي أمر ضروري لجميع جوانب الصحة، لكنها لا تمثل سوى جزء صغير في العوامل التي تحدد مدى القابلية للإصابة بالعدوى وشدّتها.
الكثير من العوامل الأخرى، سواء داخلية مثل العمر، أو خارجية مثل الظروف البيئية، تؤثر في هذا السياق؛ ولهذا، فإن تعزيز الصحة على المستويين الفردي والجماعي لا يعتمد فقط على “أبجديات الفيتامينات”.