أعلنت أسطورة التنس مونيكا سيليش، الحائزة على تسعة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى، لأول مرة عن تشخيص إصابتها بمرض الوهن العضلي الوبيل أو Myasthenia Graves، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن يصيب الأعصاب والعضلات. وفي مقابلة حديثة، وصفت سيليش رحلتها مع هذا المرض بأنها “صعبة”، مؤكدة أنها قررت التحدث علنًا لزيادة الوعي حول هذه الحالة التي غيرت حياتها اليومية بشكل جذري.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام غربية، لاحظت سيليش الأعراض الأولى لمرض الوهن العضلي الوبيل أثناء ممارستها لرياضة التنس بشكل ترفيهي. وقالت: “كنت أرى كرتين. هذه أعراض لا يمكن تجاهلها”. إلى جانب الرؤية المزدوجة، عانت من ضعف شديد في ذراعيها لدرجة أن “مجرد تجفيف شعري بالمجفف.. أصبح صعبًا للغاية”، بالإضافة إلى ضعف في ساقيها. هذه الأعراض دفعتها لزيارة طبيب أعصاب، الذي قام بتشخيص حالتها.
وقالت سيليش إنها لم تسمع عن الوهن العضلي الوبيل من قبل، وعبرت عن صدمتها لحظة التشخيص قائلة: “تساءلتُ: ماذا؟!”. وأضافت: “أتمنى لو كان هناك شخص مثلي يتحدث عن هذا الأمر عندما تم تشخيصي”، وهو ما دفعها للتعاون مع شركة “أرجينكس” في حملة توعية.
وتقارن سيليش تشخيصها بمرض الوهن العضلي الوبيل بـ “إعادة ضبط” كبرى أخرى في حياتها، مثل انتقالها إلى الولايات المتحدة من يوغوسلافيا في سن الثالثة عشرة، والتعامل مع الشهرة في السادسة عشرة، والمأساة الأكبر في مسيرتها عندما تعرضت للطعن في عام 1993. وتقول: “هناك أمر واحد أقوله دائمًا للأطفال الذين أرشدهم: عليكم دائمًا التكيف. وهذه الكرة ترتد، وعليك فقط التكيف. وهذا ما أفعله الآن”.
يُعرف الوهن العضلي الوبيل بأنه مرض عصبي عضلي مزمن وطويل الأمد، يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم عن طريق الخطأ نقاط الاتصال بين الأعصاب والعضلات الهيكلية (الإرادية). هذا الهجوم يمنع العضلات من تلقي الإشارات العصبية بشكل صحيح، مما يؤدي إلى ضعفها. ويؤثر المرض بشكل شائع على عضلات العينين والوجه والحلق والأطراف، مما يجعل أنشطة بسيطة مثل المضغ والبلع والكلام ورفع الأشياء وصعود السلالم أمرًا صعبًا. ومن الخصائص الرئيسية لمرض الوهن العضلي الوبيل أن ضعف العضلات يزداد سوءًا مع النشاط ويتحسن مع الراحة.
ويصيب المرض حوالي 20 من كل 100,000 شخص حول العالم، ويُعتقد أن العدد الفعلي أعلى. وله عدة أنواع، منها المناعي الذاتي (الأكثر شيوعًا)، والوليدي (مؤقت لدى الرضع)، والخلقي (ناتج عن تغير جيني).
وتظهر أعراض المرض فجأة، وفي مراحل متقدمة قد تتأثر عضلات الجهاز التنفسي والتي قد تشمل ضيق في التنفس أو مشاكل تنفسية أكثر خطورة.
يتم تشخيص الوهن العضلي الوبيل من خلال مجموعة من الفحوصات، تشمل اختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة غير الطبيعية (حيث يُظهر 85% من المصابين مستويات مرتفعة من أجسام مضادة معينة)، وفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أو المقطعي للتحقق من مشاكل الغدة الزعترية التي ترتبط غالبًا بالمرض، بالإضافة إلى تخطيط كهربية العضل (EMG) لقياس النشاط الكهربائي بين الأعصاب والعضلات.
ورغم أنه لا يوجد علاج شافٍ لمرض الوهن العضلي الوبيل، إلا أن هناك علاجات فعالة لإدارة الأعراض، تشمل الأدوية (مثل مثبطات الكولينستريز ومثبطات المناعة)، والأجسام المضادة وحيدة النسيلة، وعلاجات متقدمة مثل تبادل البلازما، والغلوبولين المناعي الوريدي، بالإضافة إلى الجراحة لإزالة الغدة الزعترية في بعض الحالات. وتؤكد الدراسات أن معظم المصابين بمرض الوهن العضلي الوبيل يمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعية ونشطة مع العلاج المناسب، وأن متوسط العمر المتوقع لا يتأثر. ومع ذلك، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل “نوبة الوهن العضلي”، وهي ضعف شديد في عضلات الجهاز التنفسي تتطلب تدخلًا طبيًا طارئًا.
اقرأ أيضًا:
إنفوجرافيك| “ستراتوس”.. أبرز المعلومات عن متحور كورونا الجديد