في واقعة صادمة سلطت الضوء على المخاطر المحتملة في الإجراءات التجميلية، كشفت الممثلة المصرية رحمة حسن عن تعرضها لما وصفته بـ”خطأ طبي جسيم” داخل إحدى العيادات الخاصة بعد حقنها بعقار “المينوكسيديل”، مما أدى إلى عواقب وخيمة على صحتها الجسدية والنفسية.
وبدأت القصة عندما لجأت الفنانة رحمة حسن إلى إحدى العيادات لعلاج مشكلة الشعر الخفيف، وهي حالة لا تستدعي تدخلًا طبيًا حرجًا، لتجد نفسها ضحية إجراء تم دون علمها أو موافقتها المسبقة، وهو حقنها بمادة المينوكسيديل بتقنية الميزوثيرابي.
وقد شاركت رحمة حسن تفاصيل محنتها في منشور مؤثر عبر حسابها على إنستغرام، موضحة أنها عانت من أعراض مقلقة فورًا بعد الجلسة، شملت تسارعًا في ضربات القلب وشعورًا بثقل في الرأس. ولم تكتشف حقيقة المادة التي تم حقنها بها إلا بعد مراجعة فاتورة الجلسة، حيث أكدت أنها لو كانت تعلم مسبقًا، لما وافقت على الإطلاق. وقد لخصت الفنانة حجم الضرر الذي لحق بها بعبارة موجزة ومؤلمة: “شعري لم يعد كما كان، وحالتي النفسية أصبحت في الحضيض”.
المينوكسيديل، والمعروف تجاريًا باسم “روجين”، هو دواء مصمم في الأساس للاستخدام الموضعي على فروة الرأس بهدف علاج أنواع معينة من تساقط الشعر. آلية عمله الرئيسية تتمثل في كونه “موسعًا للأوعية الدموية”؛ حيث يعمل على توسيع الأوعية الدموية في فروة الرأس، مما يحسن الدورة الدموية ويزيد من إمداد بصيلات الشعر بالأكسجين والمغذيات، وهو ما يحفز نمو شعر جديد. ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة أنه يعمل على تثبيط هرمون “DHT” المسؤول عن الصلع الوراثي، وهذا غير صحيح.
ويتوفر الدواء بأشكال مختلفة مثل المحلول والرغوة والجل، ولكل منها مزاياه وعيوبه. فالمحلول سريع الامتصاص ولكنه قد يسبب تهيجًا بسبب الكحول، أما الرغوة فأقل تهييجًا ولكن تطبيقها أصعب على الشعر الكثيف، بينما الجل سهل التوزيع ولكنه قد يكون لزجًا. كما يأتي بتركيزات متعددة تتراوح من 3% إلى 20%، وينصح الأطباء بالبدء بالتركيزات المنخفضة وزيادتها تدريجيًا عند الحاجة، مع التحذير من أن الانتقال لتركيز أعلى هو قرار لا رجعة فيه، حيث إن العودة لتركيز أقل قد تلغي فعالية العلاج.
على الرغم من فعاليته لدى البعض، إلا أن المينوكسيديل يحمل قائمة طويلة من الآثار الجانبية المحتملة التي يجب أن يكون المريض على دراية تامة بها قبل البدء باستخدامه. تشمل الآثار الشائعة تهيجًا أو حكة أو تقشرًا في فروة الرأس، ودوخة، وتساقطًا أوليًا للشعر، ونموًا غير متوقع للشعر في مناطق أخرى كالوجه، بالإضافة إلى تغيرات في لون الشعر أو ملمسه.
والأخطر من ذلك هي الآثار الجانبية النادرة التي تستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا، مثل ردود الفعل التحسسية الشديدة التي تسبب صعوبة في التنفس، تورمًا في الوجه أو الحلق، غثيانًا، وإغماء. كما قد يسبب الدواء مشاكل في القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ألم في الصدر وسرعة في ضربات القلب، وهي الأعراض التي عانت منها الفنانة رحمة حسن. ويُمنع استخدام هذا الدواء بشكل قاطع لفئات معينة، منها من هم دون سن 18 عامًا، والنساء الحوامل أو المرضعات، ومن يعانون من أمراض في القلب، أو من لديهم تاريخ عائلي غير معروف لتساقط الشعر، أو من يعانون من التهابات أو جروح في فروة الرأس.
يتطلب العلاج بمادة المينوكسيديل صبرًا والتزامًا طويل الأمد. فالنتائج الملحوظة لا تظهر قبل ستة أشهر من الاستخدام المنتظم. بل على العكس، قد يلاحظ المستخدم زيادة في تساقط الشعر خلال الأشهر الثلاثة الأولى، وهو رد فعل طبيعي يدل على أن بصيلات الشعر بدأت دورة نمو جديدة.
وتُعد أحد أهم الجوانب التي يجب فهمها حول المينوكسيديل هو أنه ليس علاجًا نهائيًا، خصوصا في حالات تساقط الشعر الوراثي. فهو يعمل فقط طالما يتم استخدامه بانتظام. وبمجرد التوقف عن استخدامه، فإن الأوعية الدموية التي قام بتوسيعها تعود لتتقلص، مما يؤدي إلى تساقط كل الشعر الجديد الذي نما بفعله، وقد تكون النتيجة أحيانًا أسوأ من ذي قبل. لذلك، يجب أن يتم التوقف عنه بشكل تدريجي وتحت إشراف طبي دقيق.
وتُعتبر تجربة الفنانة رحمة حسن بمثابة جرس إنذار لمرضى تساقط الشعر ممكن يفكرون في الاستعانة بالمادة للعلاج، فهي تسلط الضوء على حقيقة أن المينوكسيديل ليس الحل الأمثل لجميع حالات تساقط الشعر. فقبل اللجوء إلى أي علاج، يجب أن تكون الخطوة الأولى هي استشارة طبيب مختص لتحديد السبب الجذري للمشكلة، الذي قد يكون نقص فيتامينات، أو عدوى فطرية، أو مشاكل في الغدة الدرقية.
اقرأ أيضًا:
لقاح «عالمي» للسرطان يدخل التجارب البشرية وقد ينجح في علاج جميع أنواعه