حضر الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مساء اليوم الأربعاء جلسة حوارية تحت عنوان “آفاق سوريا الجديدة” تحدث فيها الرئيس السوري أحمد الشرع، وذلك على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار المنعقدة في الرياض.
استثمارات ضخمة بعد سقوط النظام السابق
أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال كلمته، أن بلاده نجحت في جذب استثمارات تُقدّر بنحو 28 مليار دولار منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية مرحلة جديدة في مسار التعافي الاقتصادي السوري.
كما تحدث الشرع عن رؤية حكومته في إعادة بناء الاقتصاد السوري على أسس استثمارية قوية، بعيدًا عن الاعتماد على المعونات الخارجية.
السعودية.. بوابة سوريا إلى العالم
أكد الرئيس أحمد الشرع أن السعودية لعبت دورًا محوريًا في استقرار المنطقة، مشيرًا إلى أن الدعم السعودي كان بمثابة “المفتاح الذي فتح أمام سوريا أبواب العالم من جديد”.
وأضاف الشرع أن العاصمة الرياض أصبحت قبلة الاقتصاديين، وأن رؤية السعودية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تمثل “بوصلة اقتصادية للمنطقة بأكملها”، لافتًا إلى أن دمشق استلهمت هذه الرؤية وسارعت إلى تعزيز تعاونها مع الرياض فور استقرار الأوضاع في سوريا.
رؤية 2030… ملهمة للمنطقة وفي كلمته خلال جلسة “آفاق سوريا الجديدة”، أشاد الشرع برؤية ولي العهد السعودي، قائلاً: “السعودية بلد يتجه نحو ازدهار واستقرار وتنمية شاملة، وقد تابعنا عن قرب رؤية 2030 منذ فترة طويلة، لأنها لا تتوقف عند حدود المملكة بل تشمل المنطقة بأسرها”.
وأوضح أن بلاده التقطت هذه الرسالة سريعًا، مضيفًا: “حين وصلنا إلى دمشق بعد التحولات الأخيرة، كانت وجهتنا الأولى هي الرياض، لأننا نرى فيها شريكًا أساسيًا في نهضة سوريا الجديدة”.
إصلاحات اقتصادية لجذب المستثمرين
كشف الرئيس السوري أن حكومته اختارت الاستثمار بديلاً عن المساعدات الخارجية في عملية إعادة الإعمار، موضحًا أن دمشق عدّلت قوانين الاستثمار لتصبح من بين الأفضل عالميًا، رغم ما تواجهه البلاد من تحديات في التنفيذ.
وأشار إلى أن هذه الإصلاحات ساهمت في تعزيز الثقة لدى المستثمرين الخليجيين والإقليميين، وأن سوريا أصبحت اليوم وجهة جاذبة للرساميل الباحثة عن فرص طويلة الأمد.
إقبال خليجي على السوق العقاري السوري
بيّن الشرع أن القطاع العقاري السوري يشهد إقبالًا واسعًا من مستثمرين خليجيين وإقليميين، نظرًا للطلب المتزايد في السوق المحلية، ووصف الفرص الاستثمارية في مرحلة ما بعد الحرب بأنها “تاريخية”، إذ تفتح المجال أمام بناء مشروعات سكنية وتجارية وبنية تحتية قادرة على دعم الاقتصاد الوطني لعقود قادمة.
كما أشار إلى أن شركات سعودية وقطرية كبرى بدأت فعليًا الاستثمار في سوريا، متعهدًا بتوفير حماية كاملة للمستثمرين بموجب القوانين السورية الجديدة.
وأكد الرئيس أحمد الشرع أنه يراهن على الشعب السوري وقدرته على النهوض مجددًا، موضحًا أن بلاده لا تسعى لتكون عبئًا على أحد، بل شريكًا اقتصاديًا فاعلًا يسهم في استقرار المنطقة.
وقال الشرع: “نريد أن نبني دولة منتجة تحمي المستثمرين وتستند إلى العدالة الاقتصادية والقوانين الحديثة، فنهضتنا المقبلة ستكون بالشراكة مع أصدقائنا في الخليج والعالم العربي”.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
منتدى الاستثمار السوري السعودي في عيون السوريين
من النفط إلى الذكاء الاصطناعي.. استراتيجية المملكة للتحول الاقتصادي
أبرزها التعاون مع الجانب الأردني في مجال الأمان والأمن النوويين.. قرارت جديدة لمجلس الوزراء












