أثار انطلاق منتدى الاستثمار السوري السعودي في دمشق موجة واسعة من التفاؤل في الأوساط الاقتصادية السورية، حيث أجمع خبراء ومسؤولون على أن هذا الحدث يمثل نقطة تحول استراتيجية ومفصلية في تاريخ سوريا الحديث. ووصفوا الحدث بأنه ليس مجرد تجمع اقتصادي، بل هو بمثابة إعلان عن بدء مسيرة حقيقية نحو التعافي والنمو، مؤكدين أن منتدى الاستثمار السوري السعودي سيترك بصمة لا تُمحى على مستقبل البلاد.
يرى الأكاديمي والمستشار الاقتصادي زياد عربش أن منتدى الاستثمار السوري السعودي هو الحدث الأهم في سوريا بعد رفع العقوبات الذي قادته المملكة، معتبرًا إياه “جوهر مسار عجلة النمو السورية”. ويؤكد خلال مداخلة عبر قناة الإخبارية السورية أن هذا الزخم لم يكن ليتحقق لولا الإرادة السياسية الصادقة لدى قيادة البلدين. ويتفق معه الدكتور منذر قحف، المختص في الاقتصاد، الذي وصف الحدث بأنه “وقفة مهمة جداً” سيكون لها دور حاسم في رسم ملامح المستقبل.
تمتد أهمية منتدى الاستثمار السوري السعودي لتشمل جوانب اقتصادية وسياسية عميقة. فمن الناحية النقدية، يتوقع نقيب الاقتصاديين السوريين، محمد البكور، أن المشاريع الجديدة التي تم الإعلان عنها ستؤثر بشكل مباشر وإيجابي على استقرار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
ومن الناحية السياسية، يُنظر إلى منتدى الاستثمار السوري السعودي على أنه البوابة التي تمهد لاندماج سوريا مجدداً في محيطها العربي على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والمجتمعية. ويرى الخبراء أن النمو الاقتصادي الذي سيولده المنتدى هو المدخل الرئيسي لتحقيق التلاحم الجغرافي وتجفيف منابع التطرف والحركات الانفصالية في البلاد.
حظي الدور السعودي بإشادة واسعة من قبل المسؤولين السوريين، حيث وصف المستشار أسامة القاضي منتدى الاستثمار السوري السعودي بأنه “النصر الثالث للسوريين”، مؤكداً أن الرياض أمسكت بزمام المبادرة لدعم سوريا منذ اللحظة الأولى.
من جهته، أكد رئيس مجلس الأعمال السوري السعودي، محمد أبو نيان، أن الدعم الجاد والرغبة الصادقة من سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان كانا المحرك الرئيسي وراء التشكيل العاجل لمجلس الأعمال وبدء نشاطه. واعتبر أن الشراكة التي يؤسس لها منتدى الاستثمار السوري السعودي تشكل نموذجاً مثالياً للتكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة التي تهدف في النهاية إلى تحقيق رفاهية المواطن السوري.
ويجمع المراقبون على أن منتدى الاستثمار السوري السعودي قد وضع حجر الأساس لمرحلة جديدة، محذّرين في الوقت نفسه من أن استمرار العقوبات يعيق سرعة التعافي الاقتصادي والاستثماري الكامل في البلاد