يوليو ٩, ٢٠٢٥
تابعنا
نبض
logo alelm
7 سياسيين سبقوا وزير النقل الروسي إلى إنهاء حياتهم

في أروقة السياسة غالبًا ما تُخفى الأزمات الشخصية بمهارة.. خلف أقنعة الصرامة. لكن بعض السياسيين واجهوا ضغطًا نفسيًا هائلًا، جعلهم يتخذون قرارًا مأساويًا بإنهاء حياتهم. في هذا المقال، وعلى هامش انتحار وزير النقل الروسي في الأيام الماضية نرصد أشهر حالات الانتحار بين زعماء ومسؤولين في العالم خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين، حيث اختلطت السياسة بالفضيحة، والسلطة بالهزيمة، واليأس برصاصة الخلاص الأخيرة.

انتحار وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت

في حادثة حديثة هزت موسكو، وُجد وزير النقل الروسي رومان ستاروفويت ميتًا بطلق ناري، بعد ساعات من صدور قرار رئاسي بإقالته من منصبه. بينما لم تُكشف تفاصيل مؤكدة حول الدافع، تشير تقارير إلى احتمال اتهامه في قضايا فساد. موته المفاجئ، وسط صمت رسمي وغياب التفاصيل، أعاد الجدل حول العلاقة بين السلطة، المساءلة، والانتحار في روسيا المعاصرة.

أبرز 7 سياسيين انتحروا خلال آخر 70 عامًا

1. ألان غارسيا – بيرو (2019)

الرئيس البيروفي السابق ألان غارسيا، أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في تاريخ بلاده، أنهى حياته في أبريل 2019 بطلق ناري في الرأس، بينما كانت الشرطة على وشك توقيفه في إطار فضيحة “أوديبريشت” البرازيلية للرشاوى. غارسيا، الذي شغل منصب الرئاسة مرتين، نفى مرارًا تورطه، لكنه اختار الانتحار على أن يمثل أمام القضاء. وفاته أثارت موجة من الحزن والجدل في أنحاء أمريكا اللاتينية.

2. محمود الزعبي – سوريا (2000)

في مايو 2000، أقدم رئيس الوزراء السوري الأسبق محمود الزعبي على الانتحار بإطلاق النار على نفسه، بعد ورود أنباء عن استدعائه للتحقيق في قضايا فساد أضرت بالاقتصاد الوطني. الزعبي كان قد أقيل من حزب البعث، وكان يُنظر إليه كأحد أركان النظام. انتحاره مثّل نهاية صاخبة لمسيرة سياسية أثارت الجدل بعد رحيل بشار الأسد، والذي قيل أنه أراد التخلص منه ليمهد الطريق لعهده الجديد بتوليه السلطة بعد والده حافظ الأسد.

3. بيير بيريغوفوي – فرنسا (1993)

في مايو 1993، صدم رئيس الوزراء الفرنسي السابق بيير بيريغوفوي البلاد بانتحاره بعد أشهر من خسارة الحزب الاشتراكي للانتخابات واتهامات طالت نزاهته. أُثيرت ضجة إعلامية حول قبوله قرضًا بلا فوائد من صديق مقرب للرئيس فرانسوا ميتران، الأمر الذي أضر بسمعته كسياسي نزيه. ميتران، خلال جنازته، قال بصوت متهدج إن “شرف بيريغوفوي أُلقي للكلاب”. دفعت هذه الحادثة فرنسا إلى مراجعة العلاقة بين الإعلام والعدالة والسلطة.

4. هيلو ييمينو – إثيوبيا (1991)

في أعقاب انهيار نظام منغيستو هايلي مريم، احتمى عدد من كبار المسؤولين الإثيوبيين في السفارة الإيطالية بأديس أبابا عام 1991. بعد عامين، أُعلن أن هيلو ييمينو، أحد رموز نظام “الدرغ”، انتحر داخل السفارة. ظلت التفاصيل غامضة، ولا تزال حادثة “انتحاره” محاطة بالتكتم حتى اليوم.

5. مهدي شيو – ألبانيا – (1981)

رجل الظل والساعد الأيمن للزعيم الألباني إنفر هوكسها، مهدي شيو، أُعلن عن وفاته انتحارًا في 1981. الرواية الرسمية قالت إنه أصيب بانهيار نفسي، لكن الكثيرين اعتبروا أن الأمر كان عملية تصفية سياسية بأمر من هوكسها نفسه، في إطار تمهيده لتوريث الحكم لرامز عليا. حتى زوجة شيو ماتت لاحقًا في معسكر للعمل، ما يعزز الشكوك حول نهاية مأساوية مفتعلة.

6. توفيق أبو الهدى – الأردن (1956)

واحدة من أندر الحوادث في التاريخ السياسي الأردني. توفيق أبو الهدى، الذي ترأس 12 حكومة بين عامي 1938 و1954، اختار إنهاء حياته في الأول من يوليو 1956، بعد معاناة نفسية وجسدية شديدة. كان له دور مفصلي في قرارات مصيرية كحرب 1948 ومنح الفلسطينيين الجنسية الأردنية. جنازته شهدت حضورًا شعبيًا واسعًا، وترك رحيله علامات استفهام عن الضغوط التي تُمارس على رجال الدولة في الخفاء.

7. جوزيف جوبلز – ألمانيا (1945)

في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، ومع انهيار الرايخ الثالث وسقوط برلين في قبضة القوات السوفييتية، أقدم جوزيف جوبلز، وزير الدعاية النازي وأحد أقرب المقربين من أدولف هتلر، على الانتحار في الأول من مايو 1945. اختبأ غوبلز مع زوجته ماغدا وأطفالهما الستة في قبو مستشارية الرايخ، حيث سمّمت ماغدا أطفالها بمساعدة طبيب نازي قبل أن يقدم الزوجان على الانتحار معًا—هي باستخدام السيانيد، وهو بإطلاق النار على نفسه. جاء ذلك تنفيذًا لوصية هتلر بعد انتحاره بيوم واحد، حيث رفض غوبلز مغادرة برلين أو قبول أي شكل من أشكال الاستسلام، مفضلًا الموت على رؤية انهيار المشروع النازي الذي كرّس حياته من أجله.

انتحار السياسيين: هروب أم احتجاج؟

تتنوع دوافع الانتحار السياسي بين الخوف من الفضيحة، والإحباط من خيانة المقربين، والضغط النفسي الهائل الناتج عن الأزمات والاتهامات. بعض هذه الحوادث كانت بحق لحظات إنسانية مأساوية، بينما يرى البعض الآخر فيها علامات على خلل أعمق في بيئات الحكم، حيث تتحول الكراسي إلى أقفاص، والمناصب إلى عبء لا يُحتمل، فضلاً عما تفعله السلطة بعقول وأرواح الناس.. حيث يمكن أن تزيد حساسيتهم الإنسانية، أو تحولهم إلى وحوش يتجردون من كل ما هو إنساني.

شارك هذا المنشور:

السابقة المقالة

سامسونج تُنهي دعم تحديثات ثلاثة أجهزة جالاكسي قبل إطلاق One UI 8

المقالة التالية

اضطراب الكابوس.. أسبابه وأعراضه وعلاجه