خيم الحزن على الأوساط الأدبية والثقافية في السعودية والخليج، بعد الإعلان عن وفاة الشاعر البارز سعود بن معدي القحطاني، يوم الاثنين، عن عمر يناهز 60 عامًا. وجاءت الوفاة إثر حادث سقوط مأساوي من أحد المرتفعات الشاهقة في جبل سمحان بمحافظة ظفار في سلطنة عُمان، متأثرًا بجروح بالغة إثر سقوطه من مرتفع شاهق في جبل سمحان بمحافظة ظفار العُمانية، خلال رحلة كان يمارس فيها هوايته في تسلق الجبال.
وقد أعلنت السفارة السعودية في مسقط أنها باشرت الحادث فور وقوعه، وتعمل حاليًا بالتنسيق مع السلطات العُمانية المختصة لإنهاء كافة الإجراءات المتعلقة بنقل جثمان الفقيد سعود بن معدي القحطاني إلى المملكة ليوارى الثرى في وطنه.
يُعد سعود بن معدي القحطاني، الذي ينحدر من منطقة القحطة في الباحة بالمملكة العربية السعودية، أحد أهم الأصوات الشعرية المعاصرة في منطقة الخليج والعالم العربي. تميز بأسلوبه الأدبي الفريد الذي استطاع من خلاله أن ينسج خيوطًا متينة بين أصالة التراث وروح الحداثة، مستلهمًا من بيئته الجبلية لغة شعرية غنية وصورًا فنية عميقة.
وخلال مسيرته، أثرى الشاعر الراحل سعود بن معدي القحطاني المكتبة العربية بأكثر من 15 مجموعة شعرية. كما كان له حضور لافت في المشهد الثقافي من خلال مشاركاته العديدة في الأمسيات والمهرجانات الشعرية داخل المملكة وخارجها، والتي نال خلالها العديد من الجوائز التقديرية. وبفضل عمق معانيه ورقة أسلوبه، حظي سعود بن معدي القحطاني بقاعدة جماهيرية واسعة ومحبة صادقة من متذوقي الشعر.
وكان الشاعر الراحل سعود بن معدي القحطاني في رحلة ترفيهية يمارس خلالها شغفه بتسلق الجبال في هذا الموقع الطبيعي الساحر. وأثناء وجوده في منطقة مرتفعة، انزلق بشكل مفاجئ ليسقط من علو شاهق، ما تسبب في إصابات بليغة. وقد استجابت فرق الدفاع المدني والإسعاف العُمانية على الفور، بمساعدة عدد من المواطنين، وتم نقله إلى أحد المستشفيات المحلية، لكنه فارق الحياة لاحقًا متأثرًا بجروحه.
وقع الحادث المأساوي في جبل سمحان، الذي يُعتبر من أشهر وأجمل التكوينات الجبلية في سلطنة عُمان. ويشتهر الجبل بجماله الطبيعي الأخاذ وثروته البيئية المتنوعة، وقممه الشاهقة التي تصل إلى 2100 متر عن سطح البحر، بالإضافة إلى أخاديده الصخرية العميقة التي تجذب عشاق المغامرة.
ويُعد جبل سمحان وجهة سياحية متكاملة، حيث تحيط به مناطق جذب أخرى مثل وادي دربات وكهف منهور. ويوفر الجبل لزواره أنشطة متنوعة، من بينها استكشاف مساراته الصعبة لمحبي رياضة “الهايكنج”، وزيارة محمية جبل سمحان الطبيعية، التي تُعد أكبر محمية في السلطنة وتأوي حيوانات نادرة مثل النمر العربي، بالإضافة إلى التخييم والتصوير الفوتوغرافي.
اقرأ أيضًا:
عيسى العلوي.. حكاية فنان فقد جنسيته الكويتية فجأة
المرشح لأمانة الجامعة العربية.. من هو السفير نبيل فهمي؟
ضحى بحياته لينقذ ابنه.. قصة الفنان الراحل تيمور تيمور وما قدمه للفن المصري
