برز اسم السفير نبيل فهمي كأحد أبرز المرشحين لمنصب الأمين العام للجامعة العربية، في ظل التطلعات لإعادة تفعيل دور المنظمة الإقليمية وسط التحديات المتزايدة في المنطقة العربية. وقد أكد فهمي نفسه ترشيحه للمنصب من قبل وزارة الخارجية المصرية.
ولد نبيل إسماعيل فهمي في نيويورك بتاريخ 5 يناير 1951، وهو نجل إسماعيل فهمي، وزير الخارجية المصري في عهد الرئيس أنور السادات من عام 1973 حتى 1977، والذي استقال أثناء مفاوضات كامب ديفيد عام 1979.
نشأ فهمي في بيئة دبلوماسية وسياسية، ما ساهم في تكوين وعيه السياسي والفهم العميق للعلاقات الدولية منذ الصغر.
حصل على بكالوريوس العلوم في الفيزياء والرياضيات عام 1974، ثم أتم درجة الماجستير في الإدارة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1976.
تدرج فهمي في المناصب الدبلوماسية حتى وصل إلى منصب سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية من 1999 إلى 2008. وفي هذه الفترة، عمل على تعزيز العلاقات المصرية الأمريكية ومثل بلاده في مفاوضات هامة.
شغل منصب وزير الخارجية المصري من يونيو 2013 إلى يوليو 2014 في فترة اتسمت بتحدٍ هائل، وقاد خلالها مسار الدبلوماسية المصرية ووضع استراتيجية لإعادة توجيه السياسة الخارجية المصرية بما يضمن تعدد خياراتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
أسس نبيل فهمي كلية الشؤون العالمية والسياسات العامة (GAPP) في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2009، وتولى منصب العميد المؤسس حتى عام 2022.
كشف مصدر دبلوماسي عربي لمجلة “المجلة” أن نبيل فهمي سيكون الأمين العام المقبل للجامعة العربية، خلفاً لأحمد أبو الغيط الذي تنتهي ولايته في يونيو 2026.
أكد فهمي نفسه في تصريحات لموقع “صدى البلد” أنه تم ترشيحه بالفعل من قبل وزارة الخارجية لتولي هذا المنصب المرموق، مشيراً إلى أن إجراءات التولي تمر بعدة مراحل أولها الترشيح من قبل الخارجية، ثم تعقبها العديد من الإجراءات والخطوات.
من المرتقب طرح اختيار الأمين العام المقبل خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية في مارس المقبل، ليتم اختياره بشكل نهائي، تمهيداً لعرض القرار الوزاري على القمة العربية المقبلة.
رحب عمرو موسى، وزير الخارجية والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، بترشيح نبيل فهمي، مؤكداً أن “اختيار نبيل فهمي قيم للغاية”. وأوضح موسى في تصريحات لـ”القاهرة 24″ أنه سعيد بهذا الأمر ويتمنى له التوفيق.
كما أشار مصدر دبلوماسي عربي إلى وجود توافق مبدئي بشأن السفير نبيل فهمي لشغل منصب الأمين العام المقبل لجامعة الدول العربية، مرشحاً من قبل القاهرة.
من خلال مقالاته في “إندبندنت عربية” والتصريحات المسجلة، تكشف كتابات نبيل فهمي عن رؤية دبلوماسية متوازنة ومواقف واضحة من القضايا الجدلية.
يتبنى فهمي موقفاً قوياً داعماً للحقوق الفلسطينية في مقاله “التصدي الجاد للتخطيط الإسرائيلي نحو فلسطين” حيث يؤكد أن “القضاء على القضية الفلسطينية كاملة هو الهدف الحقيقي والجوهري” للسياسات الإسرائيلية.
كما يدعو في مقال “كفانا كلاماً (2)” إلى “السعي لإصدار إعلانات من أكبر عدد من الدول بالاعتراف بحق الشعب في إقامة دولة سيادية ومتصلة وعاصمتها القدس الشرقية”، مؤكداً على ضرورة دعم حل الدولتين.
في مقال “نتائج وتداعيات اعتداء إسرائيل على إيران”، ينتقد فهمي استباحة إسرائيل لنفسها “خرق كل قواعد القانون الدولي العام والإنساني باستخدام القوة من جانب واحد”.
ويحذر من أن النتائج العسكرية والأمنية “غير مكتملة، وتحتاج إلى تقييم دقيق”، مؤكداً ضرورة احترام القانون الدولي في التعامل مع الأزمات الإقليمية.
في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”، أوضح فهمي أن “من الصعب تصور العودة إلى ما كانت عليه الأمور في بداية الأحداث (في 2011) دون تغيير، وكأن شيئاً لم يكن” نظراً لحجم الخسائر البشرية والتهجير.
يؤكد على أن “أهم شيء مطلوب الحفاظ على سوريا ككيان ودولة بما في ذلك المؤسسات السورية”، ويدعو إلى حل سياسي شامل.
كما صرح في عهده كوزير خارجية أن “آمال الشعب السوري لن تتحقق إلا عبر الحل السياسي والسلمي” رافضاً التدخل الأجنبي العسكري.
في مقال “الخيارات الضرورية للعالم العربي”، ينتقد فهمي الخروج عن “التوافق والتوازن الدولي والإقليمي” واستبداله بـ”المنظور الأحادي والحلول القريبة من الصفرية”.
يحذر من أن “قانون القوة غلب على قوة القانون، دون مراعاة الحقوق المشروعة للغير، أو سيادة الدول”، ويدعو الدول العربية إلى “أخذ زمام المبادرة برؤى شاملة، وثبات انفعالي، وشجاعة وحكمة في اتخاذ القرارات”.