كشف تحليل جديد، استنادًا إلى بيانات من جامعة أكسفورد، عن تركّز هائل في البنية التحتية العالمية للذكاء الاصطناعي، حيث تسيطر الولايات المتحدة والصين بشكل شبه كامل على موارد الحوسبة المتقدمة. وفي ظل الطلب المتزايد على أنظمة الذكاء الاصطناعي، بدأت العديد من الدول حول العالم سباقًا محمومًا للاستثمار في بناء مراكز الذكاء الاصطناعي محلية خاصة بها، غالبًا بالشراكة مع شركة “إنفيديا“، بهدف تحقيق ما يُعرف بـ “سيادة الحوسبة”.
تُظهر البيانات أن الولايات المتحدة والصين تستضيفان معًا 50 من أصل 132 منطقة سحابية في العالم مجهزة بمسرعات الذكاء الاصطناعي، وهي الشرائح المتخصصة اللازمة لتشغيل النماذج المتقدمة. وتكمن جذور هذه الهيمنة في السيطرة على التقنية الأساسية؛ فهما الدولتان الوحيدتان اللتان تمتلكان موردين محليين لهذه المسرعات. والأهم من ذلك، أن أكثر من 95% من مسرعات الذكاء الاصطناعي في العالم مدعومة من قبل شركات تصنيع الرقائق الأمريكية، مما يمنح الولايات المتحدة أفضلية استراتيجية واضحة في النظام البيئي العالمي لمراكز الذكاء الاصطناعي.
وأدت هذه الهيمنة التقنية إلى خلق فجوة واسعة في “سيادة الحوسبة” على الصعيد العالمي. ففي حين أن الولايات المتحدة والصين تمتلكان بنية تحتية قوية، فإن الغالبية العظمى من دول العالم تفتقر تمامًا إلى أي مراكز الذكاء الاصطناعي محلية، مما يجعلها معتمدة بشكل كامل على الموارد التي يوفرها هذان البلدان.
استجابة لهذه الفجوة، بدأت العديد من الدول في تخصيص استثمارات ضخمة لبناء قدراتها الخاصة في هذا المجال. ومن أبرز الأمثلة على ذلك:
المفوضية الأوروبية.. خصصت 23 مليار دولار لإنشاء خمسة “مصانع عملاقة للذكاء الاصطناعي” بهدف تعزيز قدرات القارة.
الإمارات العربية المتحدة.. تستثمر مبلغًا هائلًا يصل إلى 1.4 تريليون دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، كجزء من خطتها للتحول الاقتصادي وبناء مراكز الذكاء الاصطناعي متطورة.
ووفقًا لشركة “إنفيديا”، أعربت 20 دولة حتى الآن عن اهتمامها بإطلاق مبادرات لسيادة الذكاء الاصطناعي، من بينها فرنسا وألمانيا وإندونيسيا، مما يشير إلى أن سباق بناء مراكز الذكاء الاصطناعي السيادية لا يزال في بدايته.